ضبط مواطنون بسطيف مع نهاية الأسبوع عملية احتيال خطيرة، وصفوها بالكارثية تتعلق بالسقي بالمياه الملوثة بمنطقة "بوسلام"، تورط فيها فلاحون لا يعيرون أي اهتمام لصحة المستهلك، هذا وقد تم اكتشاف الظاهرة بالمدخل الشمالي لمدينة سطيف. أين تعمد بعض الفلاحين ربط مضخة السقي بمياه وادي "بوسلام" القذرة، وهي العملية التي تتم أمام أعين الجميع حيث يتم تحويل المياه القذرة إلى أراضيهم، وذلك لسقي مختلف أنواع الخضر على غرار البطاطا، الجزر، الخص وغيرها، وحسب المختصين فإن بعض المحتالين يلجؤون إلى هذه الطريقة، ليس فقط بسبب أزمة المياه بل لأن المياه الملوثة تساعد على النمو السريع للمحصول، لكن مع احتوائه لسموم قد تودي بحياة المستهلكين. تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف هذا النوع من الاحتيال، حيث سبق لمصالح الدرك أن ضبطت في السابق مساحة شاسعة تقدر بحوالي 100 هكتار موزعة على كل من سطيف، "مزلوق" و"قجال" أين اعتاد بعض الفلاحين المحتالين على استغلال مياه الصرف في سقي أراضيهم، وهي الظاهرة التي عرفت تفاقما في الآونة الأخيرة حيث أصبحت الوديان القذرة المصدر الأساسي للسقي. في سياق موازي أفضت العملية إلى توقيف 20 فلاحا، وإحالتهم على العدالة مع إتلاف محاصيلهم الزراعية، وفي عملية سابقة تجرأ بعض الفلاحين على استغلال فضلات الإنسان كأسمدة، والتي تم الاستيلاء عليها من محطة تصفية المياه، حيث تساعد هذه الفضلات على نمو النبات بسرعة، لكن في مقابل ذلك تشكل خطرا كبيرا على حياة المستهلك، يذكر أن تناول خضر مسقية بالمياه الملوثة يعني الإصابة مباشرة بداء "التيفويد" الذي يصنف في من أخطر الأمراض، يحدث هذا في الوقت الذي تخصص الدولة ما قيمته 200 مليار دينار سنويا لتدعيم الفلاحين، ورغم ذلك يفضل البعض الاحتيال ولو على حساب أرواح الناس.