تستمر فعاليات معرض الرداء النسوي الجزائري التقليدي ”الحايك” بالمتحف الوطني ”الباردو” إلى غاية نهاية شهر ديسمبر القادم، حيث تتضمن المعروضات التي تشهدها أجنحة المتحف نماذج متباينة للباس التقليدي النسوي، أبرزها لباس ”الحايك” المعروف بالجزائر العاصمة، ولباس ”وأحولي” المعروف لدى سكان غرداية و”الملايا” التي كانت نسوة قسنطينة تتزين بها، إلى جانب اللباس الذي تلبسه نساء جانت وتمنراست في اقاصي الصحراء الجزائرية،الموسوم ”تيسغنست”. خلال المعرض الذي يعكس التراث التقليدي الجزائري، تم تخصيص عدة أجنحة للتعريف أكثر بالحايك في الفن الجزائري، وكذا تبيان مختلف المواد والتقنيات لصناعته، فضلا عن استعراض مختلف طرق وكيفيات لبس الحايك، إذ تم تجسيد هذا الزي الذي يرمز إلى الأنوثة والحياء عبر مجسمات أبرزت أنواع مختلفة لهذا اللباس التقليدي الذي يعتبر جزءا من تراثنا الوطني. كما تم تخصيص جناح لإبراز علاقة الحايك بالثورة التحريرية والدور الهام والفعال الذي لعبه هذا اللباس التقليدي النسوي إبان الاحتلال الفرنسي، حيث أدت الجزائريات المرتديات ”الحايك” دروا فعالا في الحركة الثورية، من خلال مشاركتهن في تمرير الوثائق السرية والقنابل والأسلحة تحت طيات ”الحايك”، وكان هذا الأخير بمثابة بطاقة عبور المجاهدين الذين استعانوا به للتمويه والتخفي وسط أزقة القصبة العتيقة. للإشارة تنظم جمعية ”بلارج” يوم الفاتح نوفمبر القادم معرض للباس ”الحايك”، بشوارع العاصمة، بحيث تنطلق مجموعة من النسوة مرتديات ”الحايك” عبر كامل شوارع العاصمة، انطلاقا من كنيسة ”ساكري كور” وصولا إلى البريد المركزي، تزامنا مع الاحتفالات المخلدة لثورة أول نوفمبر المجيدة.