لاتزال الكثير من النسوة من مختلف الأعمار تتمسك بلبس الملايا التي تعرف بها مناطق الشرق لاسيما قسنطينةوسطيف وغيرها، بحيث يحظى ذلك اللباس التقليدي بأهمية قصوى من طرف النسوة بالنظر إلى المزايا التي تميزه، فهو في الغالب يكون أسود اللون ويكون متسعا وساترا لكامل الجسد ما جعل إقبال النسوة على لبسه متزايدا منذ أمد بعيد، بحيث كان اللحاف المفضل الذي تستعمله النسوة في خروجهن لقضاء المشاغل والزيارات وحتى في الأفراح والمناسبات السعيدة وسجلت الملايا حضورها القوي بين حرائر الجزائر إلى جانب الحايك الذي شاع لبسه كثيرا بالجزائر العاصمة ويشهد له التاريخ بتسجيل بطولات خالدة عبر شوارع القصبة لابوانت وغيرها. وفي نفس الإطار كانت الملايا القسنطينية ضيفة بمنطقة (سيدى الخير) سطيف، بحيث ازداد المعلم التاريخي عين الفوارة وسط مدينة سطيف بهاء وذلك إثر إحاطته بفتيات (قافلة الملايا القسنطينية) في طبعتها الثالثة التي انطلقت فعالياتها مؤخرا وستدوم الى غاية ذكرى اندلاع ثورة التحرير المظفرة لتحط الرحال بالعاصمة كآخر محطة لها، وجدير بالذكر أن النسوة إبان سنوات الاستعمار كن يلتحفن ب(الملايا) كرمز للسترة والحشمة في وجه المستعمر الغاشم من دون أن ننسى (الحايك العاصمي) الذي استعملته المجاهدات في الكثير من المخططات والعمليات ضد العدو الفرنسي الغاشم. وقد استهلت هذه الفعاليات باستعراضات فلكلورية لفرقة جسور للفنون والتراث وذلك بالساحة الخارجية لدار الثقافة هواري بومدين بعاصمة الهضاب العليا تجاوب معها الجمهور السطايفي كثيرا قبل أن تتجه الجموع إلى بهو دار الثقافة لاكتشاف جمال ورونق ارتداء الملايا الشعبية القسنطينة ذات اللون الأسود من خلال افتتاح معرض خاص بهذا الباس التقليدي. بعدها توجهت القافلة المتكونة من مجموعة فتيات يرتدين الملايا القسنطينيية وفرقة (جسور) الفلكلورية (رجال) بلباس الدايات إلى عين الفوارة حيث صنعت أجواء احتفالية. ووسط هذه الأجواء صرح رئيس جمعية جسور للفنون والتراث الشعبي لمدينة قسنطينة السيد خالد وليد -المشرف على تنظيم هذه القافلة- أن اختيار مدينة سطيف لتكون انطلاقة للطبعة الثالثة لهذه التظاهرة كون العمريات (السطايفيات) لهن ارتباط بهذا اللباس التقليدي منذ القدم. وأفاد بالمناسبة كذلك بأن الهدف من هذه التظاهرة هو إبراز تنوع التراث الجزائري في شتى ربوع الوطن، حيث أن لكل منطقة (ملايتها) وطريقة ارتدائها وطريقة خياطتها وكذا تنوع حكايات بداية ارتدائها وبالتالي إبراز البعد الحضاري لهذا اللباس. وستدوم فعاليات هذه القافلة -وفقا لذات المتحدث- ثلاثة أيام ستجوب خلالها فتيات القافلة أهم شوارع سطيف ومنها إلى مدينة قالمة فمدينة عنابة لتكون محطة الاختتام الجزائر العاصمة يوم الفاتح من نوفمبر المقبل. كما نظم على هامش هذه القافلة بالبهو الرئيسي لدار الثقافة معرض للفنان التشكيلي حسان كتفي ضم لوحات فنية نحاسية وأخرى خاصة بالزخرفة على الزجاج ولوحات تزيينية.