تتزامن تظاهرة إحياء الذكرى الستين لاندلاع ثورة نوفمبر مع الحملة التحسيسية التي أطلقتها الإذاعة الجزائرية الأسبوع الفارط لمحاربة العنف في الملاعب، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للصحافة الجزائرية، بالتنسيق مع الرابطة المحترفة لكرة القدم والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وكذا وجوه رياضية. وتعتمد الإذاعة الجزائرية، من أجل إنجاح هذه المبادرة ذات البعد المواطني، على مشاركة مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية بالحركة الرياضية والجمعوية.وحسب مراد وضاحي، مدير إذاعة جيل أف أم، فإن المبادرة ستكون على مدار سنة كاملة بشعار ”كلنا متحدون ضد العنف في الملاعب”، مشيرا إلى أن ”المبادرة ستشهد عمليات ميدانية على غرار تظاهرات أول نوفمبر بملعب 20 أوت بالعاصمة”. ويرتكز المخطط الإعلامي الذي تمت برمجته في هذه الحملة على الومضات التحسيسية والبرامج التفاعلية من خلال إدراج المواضيع التي تشملها أهداف الحملة ضمن الفضاءات التفاعلية، وفتح النقاش حول ظاهرة العنف ضمن البرامج الليلية التي تحظى بمتابعة واسعة من جمهور المستمعين، وكذا تنظيم بلاطوهات حول موضوع الحملة، خارج الإذاعة عن طرق البث المشترك المتعدد وبحضور الجمهور.ولقيت المبادرة استحسان المواطنين عموما وجماهير الكرة على وجه الخصوص، معتبرين ضرورة التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة بالوسط الكروي. كما تهدف هذه المبادرة إلى محاربة ظاهرة العنف في الملاعب التي استفحلت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة في الملاعب الجزائرية، وذلك بجعلها خطوة أولى تتماشى وثقافة دخول الملاعب الدولية ولا تقتصر التوعية والتحسيس في إطارها عن مناهضة العنف في الملاعب فقط، وذلك بإدراج بيت الكرة الجزائرية ضمن الحياة الاجتماعية لسائر المواطنين كمبادرة أولية بأسس عائلية وبنخبة نسوية للحد من ظاهرة العنف في الملاعب، في محاولة للحد من الشغب الذي بلغ مستويات قياسية.لتكون ضمن المطالب الأساسية فيها إنشاء نوادي خاصة بالعائلات داخل الملاعب، الأمر الذي يعطي مشهدا مفعما بالسلوك الحضاري، لتكون هذه المطالب أهم ما جعل مختلف سكان أحياء العاصمة يستحسنون الحملة التحسيسية ويرحبون بالفكرة، كذلك أبدوا كامل استعدادهم لدعمهم لها.علما أن المنظمين قد اختاروا مباراة نصر حسين داي وشباب قسنطينة، المقررة في 31 أكتوبر الجاري، ضمن الجولة التاسعة من المسابقة، لإطلاق مبادرتهم من خلال تخصيص مدرجات خاصة بالعائلات، آملين أن يكون الجنس اللطيف أحد أهم العوامل لإزاحة العنف نهائيا من الملاعب الجزائرية. سينظم بولاية بشار يوما تحسيسيا ضد ظاهرة العنف في الملاعب الذي جاء في إطار هذه الحملة التوعوية بمبادرة من مديرية قطاع الشباب والرياضة ولجنة أنصار فريق شبيبة الساورة. وحسب المنظمين فإن هذا اللقاء يهدف إلى ”تحسيس وإشراك مختلف الجهات المعنية، على غرار الحركة الجمعوية والنوادي الرياضية والمؤسسات المدرسية والهيئات المعنية الأخرى في جهود مكافحة هذه الظاهرة”. وأشار المشاركون إلى أن ”الوقاية من العنف في الملاعب لابد أن تكون عملا تحسيسيا متواصلا من أجل إعلام وتحسيس الجمهور حول أخطار أعمال العنف التي تتنافى مع الأخلاق الحضارية والرياضية”. وقال مختص نفساني من ديوان مؤسسات الشباب ببشار أن ظاهرة العنف في الملاعب: ”شوهت صورة كرة القدم في بلادنا، حيث يستوجب التكفل بهذه الرياضة من خلال تسخير جميع الوسائل البيداغوجية التي تستجيب للوقائع الإجتماعية الجديدة”. وأضاف أنه: ”يتعين على مسيري النوادي الرياضية واللجان الرياضية المساهمة بشكل فعال في الحد من هذه الظاهرة التي تهدد الروح الرياضية”. وأجمع عديد المتدخلين في هذا اللقاء خاصة ممثلي الأمن الولائي ومديرية الشباب والرياضة والحركة الجمعوية أن العنف في الملاعب من الظواهر التي يجب ”التصدي لها بجميع الوسائل حتى تسترد الرياضة حقوقها”. كما تميز اللقاء الذي جرى بقاعة السينما بعرض شريط وثائقي حول الموضوع فضلا عن تنظيم عملية تضامنية للتبرع بالدم من طرف أنصار نادي شبيبة الساورة. ومن جهته يعتبر المجتمع المدني طرف في عملية التوعية والتحسيس لتحقيق ملاعب آمنة بتوقيعات عائلات جزائرية وقد تكون المبادرة خطوة أولى تتماشى وثقافة دخول الملاعب الدولية.