عرض، أمس الأول، الفيلم الوثائقي الجديد للمخرج لامين قيس بعنوان “خالدات الاستعلامات الجزائرية”، الذي يتناول مشاركة المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية، ودورها الفعال ومساندتها في نيل الجزائر الاستقلال. سلط أمين قيس في هذا العمل الجديد الذي يندرج ضمن خمسة أعمال أخرى تاريخية الضوء على جانب غير معروف من كفاح المرأة الجزائرية إبان الحرب التحريرية، والمتمثل في مساهمتها الفعلية في نشاط الاستعلامات الجزائرية أو ما يسمى بوزارة التسليح والاستعلامات العامة “المالق”، حيث يقدم الشريط الوثائقي على مدى ساعة من الزمن، مجموعة من شهادات مجاهدات التحقن بمعاقل الثورة وهن في عمر الزهور، وضحين بالنفس والنفيس من أجل إعلاء صوت الشعب الجزائري وتحقيق الاستقلال من براثم الاحتلال الفرنسي الغاشم. كما يسرد الفيلم صعوبة المهمة التي كانت تنتظر المجاهدات بالسهلة كما تؤكده شهادات هذه البطلات اللواتي رفعن التحدي وخضن تجربة نادرة في النضال في مهمة يخشاها حتى الرجال، إذ كانت أغلبهن من أسر غنية وبعضهن كانت تعيش في وجدة (مدينة مغربية على حدود الجزائر) تحدثت كل من خديجة ويمنة شلالي ومليكة حجاج ورشيدة ميري وخديجة بريكسي وعوالي سنوسي وغيرهن عن ظروف التحاقهن بالاستعلامات الجزائرية حيث تكوّن على يد مؤسس المالق عبد الحفيظ بوصوف. وكان هذا الأخير حريصا على تعليمهن التاريخ الجزائري الحقيقي وليس ذلك الذي يدرس في مدارس المستعمر كما جاء في الشهادات إلى جانب تدربهن على السلاح وكيفية استعماله ومعرفة كل أنواع الأسلحة ومنشئها. تعاقبت طيلة مدة الفيلم الذي عرض وسط حضور عدد من النسوة المجاهدات بطلات آخر الأعمال السينمائية للمخرج والمنتج قيس، شهادات المجاهدات سردن ذكراتهن في صفوف الكفاح الوطني، تمكن المخرج من رصد شهادتهن ومبرزا مدى تأثرهن ووجعهن الظاهر لما عانينه إبان الثورة. وصرح المخرج وهو أيضا منتج الفيلم أنه أراد من خلال هذا الشريط الذي كلفه أكثر من 4 سنوات من العمل مابين البحث والتصوير إعطاء الفرصة لهذه “الخالدات” كما سمهن للحديث لأول مرة عن نضالهن ضمن الاستعلامات وكذا تقديم صورة أخرى عن كفاح المرأة الجزائرية غير تحضير الأكل والتكفل بالمجاهدين أو التمريض. لأن المرأة كما قال شاركت أيضا في الكفاح المسلح في أرض المعركة. للإشارة، جاء هذا العرض في إطار البرنامج الثقافي الذي سطرته مؤسسة “لافابريك برود” احتفالا بستينية الثورة المجيدة، إلى جانب مداخلات تسلط الضوء على الثورة التحريرية منها مداخلة حول “الجزائر.. دوافع وهمية لاحتلال حقيقي” مداخلة أخرى بعنوان “المنظمة السرية لجبهة التحرير الوطني.. الأصول المباشرة لثورة أول نوفمبر 1954”.