"فوبيا" حادث القطار توجه المسافرين إلى جشع الخواص عاشت العاصمة، منذ 4 أيام، فوضى عارمة في قطاع النقل نتيجة توقف حركة القطارات عبر الجهتين الشرقية والغربية، إثر الحادث الأليم الذي أودى بحياة أستاذة جامعية، قبل أن تعلن مؤسسة النقل بالسكة الحديدية شل الحركة بصفة كلية عبر الخطوط الولايات الأخرى، الأمر الذي كبد خزينة المؤسسة 200 مليون سنتيم، إلى جانب الخسائر المعتبرة التي تسبب فيها إثر تخريب جل الأعمدة الكهربائية التي قامت بإعادة إصلاحها. تسببت حادثة انحراف حركة القطار المتجه من محطة الجزائر باتجاه مدينة الثنية، في شل حركة السير عبر هذه الوسيلة بصفة كلية، وكشفت الفوضى التي يتخبط فيها القطاع، بل أكثر من ذلك يدفع الأمر العديد من التساؤلات التي تطرح بشدة، خاصة ما تعلق بمسألة التسيير والتنظيم والتنسيق بين المصالح التي تسير القطاع. وتطرح إشكالية تأهب مسؤولي النقل للحالات المفاجئة والاستعجالية، العديد من التساؤلات، حيث لا تستدعي حادثة مثل هذه شل الحركة بصفة كلية لمدة أربعة أيام كاملة، خاصةأن سرقة الكوابل الكهربائية وغيرها من الأعطاب مست شركة النقل بالسكة الحديدية أكثر من مرة دون أن تقوم هذه الأخيرة بتنصيب ”خلية أزمة” للحالات المستعجلة التي تمس قطاع النقل في كل مرة. وعلى الرغم من إعلان الشركة استئناف القطار الكهربائي في الشطر الرابط بين الحراش والمحطة المركزية بصفة رسمية اليوم، بعد إصلاح الأعمدة الكهربائية التي خربها القطار المنحرف، ليتم تعميم نشاط عبر الخط الرابط بين العفرون والجزائر، والولايات الغربية والشرقية مثل قسنطينة ووهران، بعد أن كبدت الشركة الوطنية خسائر مادية معتبرة نتيجة الحادث. وعاشت العاصمة لأربعة أيام كاملة أزمة نقل حادة بسبب الشلل الذي مس حركة القطارات بين الضاحيتين الشرقية والغربية ووسط العاصمة، وهو ما أوقع المواطنين القادمين من شرق العاصمة وجنوبها صعوبات جمة للوصول إلى مقرات عملهم، فيما شهدت طرقات العاصمة ازدحاما شديدا نتيجة إقبال غالبيتهم على ركوب الحافلات، بدلا من القطار الذي توقف في كل من محطة جسر قسنطينة بالنسبة للقادمين من الناحية الغربية، ومحطة الحراش شرقا.