المسافرون يترقبون موعد دخول القطار الكهربائي باتجاه الضواحي حيز الخدمة الجميع مطالب بحماية قاطرات السكة الكهربائية من الرشق بالحصى سعت المديرية الجهوية للنقل عبر السكك الحديدية لولاية الجزائر إلى إعطاء إشارة انطلاق القطار المكهرب في اتجاه الضاحيتين الشرقية والغربية للعاصمة بعد نهاية الانتخابات الرئاسية، بعد أن أثبتت العمليات التجريبية الأولى فاعلية شبكة الخطوط الكهربائية وقدرة السكة على الاستجابة لحركة القطارات الجديدة وبالسرعة اللازمة، غير أن غياب الحس المدني لدى المسافرين من جهة، وعمليات السطو التي تتعرض لها خطوط الكهرباء من قبل جماعات اللصوص المحترفة من جهة ثانية وقف حاجزا أمام تحقق ذلك. وفي هذا الصدد، شرعت المديرية الجهوية للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية والوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة الاستثمارات ''أنسريف'' في إعادة تهيئة محطة ''آغا'' بقلب العاصمة، بوجه لائق كونها النقطة الأولى لانطلاق العربات الكهربائية من المنتظر أن يشرف رئيس الجمهورية شخصيا على إعطاء إشارة البداية منها في زيارته المرتقبة لعدة نقاط على مستوى ولاية الجزائر حسب ما أوردته مصادر مسؤولة منذ أيام. وقبل هذا شرعت المديرية الجهوية ''أس. أن. تي. أف'' ووكالة ''أنسريف'' منذ شهر نوفمبر من السنة المنصرمة في حملة تحسيسية وتوعوية بمخاطر كهربة السكة الحديدية عبر الخط الجزائر والثنية، حيث تشهد جل المحطات وضع عدد من الملصقات الإشهارية وتنصيب عدد من الأعوان الذين يحاولون دعوة المسافرين إلى التزام الحيطة والحذر، مع اتباع التعليمات والتوصيات الواردة قصد تفادي حدوث أي خطر على سلامة مستعملي القطار، كما تحذر هذه الملصقات الإشهارية من العواقب الوخيمة التي قد تترتب عن الاقتراب من الخطوط الهوائية التي تحمل ضغطا عاليا يصل إلى 20 ألف فولط، أو من محطات تحويل الطاقة، ناهيك عن تسلق الأعمدة أو اللعب بالقرب منها أو إلقاء الأشياء المبللة أو التبول على الأسلاك. وتتكون حاليا الشبكة المكهربة بالعاصمة من الجزء الخاص بالجزائر - الحراش بطول 10 كلم و3 خطوط للسكة، بالإضافة إلى الخط الغربي المزدوج الذي يصل محطة الحراش في اتجاه العفرون على امتداد 58 كلم، وكذا الخط الشرقي الرابط بين الحراش والثنية على مسافة 43 كلم بسكتين، إلى جانب الخط الحديث بسكتين ما بين واد السمار وجسر قسنطينة بطول 8 كلم. إدارة السكك الحديدية تؤكد.. أعوان الوقاية والأمن منتشرون في كل المحطات حرصا على سلامة الركاب تقول إدراة خطوط السكك الحديدية في اتجاه الضواحي للعاصمة أنها سخرت عددا كبيرا من الأعوان بكل محطة يتوقف فيها القطار من أجل ضمان راحة المسافرين في إطار العصرنة وتوجيههم نحو الأرصفة، والعمل على مراقبتهم من تصرفات قد تؤدي بهم إلى الإصابة بأخطار كبيرة قصد جلب أكبر قدر ممكن من الزبائن وزيادة عدد مستعملي القطار الذي لا يتجاوز 10 في المائة من حجم الحركية المتداولة عبر النقل البري. ويشير مسؤول إداري بالشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية إلى أن ثقافة استعمال النقل عبر السكك الحديدية للمسافرين والبضائع بدأت تنتشر في السنوات الأخير بشكل معتبر، حيث ارتفع حسبه رقم أعمال الشركة الأم التي استفادت من مبالغ طائلة لتحسين وسائلها المادية وتطوير الخدمات وآليات التسيير والتجهيز، وكذا ترقية الإطارات والموارد البشرية عن طريق دورات تكوينية استفاد منها حتى السائقون لتحسين الأداء. ويضيف المصدر أن التصرفات اللامسؤولة وغير الحضارية التي يقدم عليها مستعملو القطارات تسبب في أغلب الأحيان حوادث مميتة وإعاقات مستديمة، كأن يعمد بعض الأفراد لاسيما الأطفال والمراهقون داخل المحطات إلى اللعب واللهو داخل عربات القطار والصعود والنزول منها سيرا على حواف السكة ما قد ينتج عنه حوادث وخيمة، بالإضافة إلى عدم التزام المسافرين باستعمال الممرات والمدارج العلوية في حالة الانتقال من رصيف لآخر، حيث يقومون باختصار المسافة من خلال المرور عبر الخطوط دون مراعاة لحركة القاطرات. قطاع النقل والأشغال العمومية والجماعات المحلية كذلك المواطنون مطالبون بحماية قاطرات السكة المكهربة من الرشق بالحصى دعا مسؤول إداري يعمل بالشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية، رفض الكشف عن اسمه، جميع المواطنين خصوصا منهم القاطنين بمحاذاة السكك الحديدية ومحطاتها، وكذا المسافرون، وأرباب العائلات، أن يحرصوا على تلقين أبنائهم جانبا من الوعي المدني، وضرورة تدخلهم الشخصي لحماية ممتلكات الدولة، خصوصا منها قاطرات السكك المكهربة التي استلمتها شركة النقل عبر السكك الحديدية مؤخرا من الدول الأجنبية، وهي قاطرات أكد محدثنا أنها جد متطورة، ومجهزة بكاميرات مراقبة، ونوافذ زجاجية ضخمة، لا يجوز إطلاقا السماح لبعض المتهورين العبث بها ورشقها بالحصى. من جهة أخرى أبدى مستعملو القطار وحتى السكان المجاورون ومستخدمو الممرات العلوية للسكة نوعا من الخوف، حيث أشار أحد المواطنين ''محمد. ن'' إلى أن القطار المكهرب يحمل الكثير من الإيجابيات من اختصار الزمن والالتزام بالمواقيت المحددة إلى الراحة والأمان، فضلا عن الرفاهية المحققة من ذلك، إلا أنه يرى أن غياب الحس والوعي لدى الأفراد قد يحول دون تحقيق الأهداف والمزايا المتوخاة من كل هذه الأموال المخصصة لعصرنة القطاع. ويضيف محدثنا أن جميع الأطراف المسؤولة مباشرة عن قطاع النقل والأشغال العمومية والجماعات المحلية وحتى وسائل الإعلام مطالبة بتشجيع استعمال وسائل النقل الجماعي، قصد التقليل من اختناق حركة السير التي أصبحت مشهدا مألوفا للمواطنين طيلة أيام السنة في منطقة الوسط، بالإضافة إلى ترسيخ سلوك استعمال وسائل النقل الحضري المعمول بها في جميع عواصم العالم المتقدم وحتى لدى دول الجوار كتونس. طرحت مناقصة شهر جانفي الفارط.. شركة النقل عبر السكك الحديدية تبحث عن شريك لتسيير محطات القطار بالعاصمة طرحت الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية شهر جانفي الفارط مناقصة وطنية ودولية من أجل اختيار شريك يتكفل بتسيير واستغلال خدمات نقل المسافرين بضاحية الجزائر العاصمة، وأعلنت هذه الشركة عن هذا العرض بصفتها صاحب الامتياز لاستغلال شبكة السكك الحديدية الوطنية، وباعتبارها الشركة الأم لشركة النقل بالسكك الحديدية لضاحية الجزائر العاصمة التي أنشئت مؤخرا لتمنح للنقل الحضري وشبه الحضري للمسافرين، حيث يتكفل هذا الفرع باستغلال شبكة نقل المسافرين المكهربة حديثا بمنطقة العاصمة والتي تشرف على خدماتها حاليا الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية. وفيما يتعلق بالشريك الذي سيتم اختياره بعد هذا العرض للمناقصة فإنه سيعمل مع الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في استكمال وضع التنظيم الخاص بالفرع ومرافقة هذا الأخير في إطار عقد خاص بالتسيير والاستغلال لمدة 66 شهرا، أي ما يعادل خمس سنوات ونصف، وتهدف هذه الشراكة إلى تحسين الفعالية والإنتاجية وتخفيض التكاليف، وتحسين النوعية المقدمة من طرف الخدمة العمومية لنقل المسافرين بالسكك الحديدية على مستوى العاصمة، ويتمثل المكتتبون المؤهلون في المتعاملين في قطاع النقل العمومي للمسافرين والمختصين في الضواحي الكبرى، وكذا بمحيطها المباشر في مجال النقل الحضري وشبه الحضري والذين بحوزتهم ما لا يقل عن عقدي تفويض خاصين بتسيير واستغلال الخدمات المماثلة، منها على الأقل خدمة نقل المسافرين عن طريق السكك الحديدية.