احدثت الامطار الطوفانية التي شهدتها العاصمة وبعض الولايات منذ ليلة امس حالة استنفار قصوى في وسائل النقل بعد ان تسببت في عطل على مستوى القطارات المتجهة نحو شرق وغرب العاصمة ، لاسيما بعد ان تكهرب الاعمدة بمحطة السكة الحديدية بوادي السمار صباح امس، والتي خلقت حالة من الرعب وسط المسافرين المتواجدين بالقطارات المتوجهة من و الى (الثنية - الجزائر العاصمة ) و هو ما ادى الى شل حركة النقل كلية لمدة تفوق الثلاث ساعات قبل ان يتم تدارك المشكل و اصلاح الاعطاب المسجلة من قبل التقنيين التابعين لشركة النقل بالسكك الحديدية. و شكل حادث تكهرب الاعمدة بذات المحطة حالة استنفار قصوى من قبل المسافرين خاصة الاطفال و النساء نظرا للشرارات الكهربائية المتطايرة بعد ان انتظروا لمدة تفوق الساعتين قبل ان يتم اعلان تأخر القطار لأجل غير معلوم من قبل الموظفين بالمحطة نتيجة انقطاع الكهرباء. وعرفت الرحلات المبرمجة عبر السكة الحديدية بين العاصمة والخطوط الشرقية والغربية للبلاد، تاخرات فاضحة ، ادت الى تعطل مصالح المواطنين لاسيما العمال منهم والطلبة ، في الخطوط الرابطة بين كل من البليدة ، العفرون والشفة ، الى جانب خط الثنية وبومرداس وتيزي وزو، وهو ما ادى الى ثائرة المسافرين المتوجهين من والى العاصمة وسط انعدام أي استفسار عن سبب التأخر من طرف المسؤولين او مواعيد وصول القطارات. لاسيما ان التاخرات كانت من قبل ان تتهاطل الامطار حيث تأخر مساء امس الاول القطار القادم من المحطة المركزية بالعاصمة نحو مدينة الثنية ازيد من ساعة ولم يتم تقديم أي تبرير للمسافرين او منعهم من شراء التذاكر التي لا يتم تعويضها في حالة الغاء الرحلات، في حين لم ينطلق قطار العفرون، إلا بعد نصف ساعة عن موعده الحقيقي والمحدد بال17.10 دقائق وعوض بالقطار السريع المتجه الى مدينة الشلف والذي كان جد متأخرا عن موعده الرسمي ، مما خلق جوا من الفوضى في محطة اغا مع تذمر المسافرين الذين لم يجدوا اين يختبئون من زخات المطر المتهاطل بغزارة ، في حين دخل بعضهم في شجار مع اعوان الامن المكلفين بالمراقبة ، ليضطر أغلب المواطنين إلى اللجوء لحافلات نقل المسافرين وكذا الاستعانة بسيارات الأجرة والكلونديستان للالتحاق بمنازلهم، ولكن ذلك حسبهم كلفهم مصاريف إضافية، وهو ما أثار استياء الكثيرين، خاصة وأن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لم تعلمهم بإلغاء الرحلات او تأخر انطلاقها ، كما أنها لم تعلمهم عن وقت استئنافها مجددا بطريقة عادية . وأجمع الكثير ممن تحدثنا إليهم على غياب المعلومات على مستوى محطات المسافرين بخصوص إلغاء الرحلات أو تأخرها أو احتمال استئنافها.وهو الوضع الذي وصفه محدثونا بالمتكرر كل سنة مع بداية اولى قطرات المطر، رغم ان القطار يعتبر وسيلة النقل الاكثر استعمالا من طرف المواطنين ، هروبا من الانسداد اليومي الذي تعرفه الطرقات من جهة ثانية حاولنا الاتصال بالمكلفة بالإعلام على مستوى المديرية العامة للسكة الحديدة للاستفسار عن سبب تأخر القطارات والفوضى التي تعرفها خطوط النقل بالسكة الحديدية ، إلا اننا لم نتلقى أي رد على الهاتف ، في الوقت الذي ارجع فيه مصدر من المديرية "للبلاد" ان تأخر الرحلات بالسكة الحديدية عن موعدها كل سنة مع بداية فصل الشتاء يرجع الى سببيا اولهما قيام السائقين بتقليص سرعة القطار عن السرعة المعتادة وذلك تطبيقا للقانون الداخلي الخاص بالقطارات والذي يحدد سرعة معينة خلال نقص الرؤية بسبب انتشار الضباب الكثيف ، تفاديا للاصطدام او وقوع الحوادث والسبب الثاني يتعلق بالمسافرين انفسهم ، حيث يعمد البعض منهم الى منع الابواب التي تغلق اليا من الغلق ،لتمكين اصدقائهم او بقية المسافرين من الصعود وهو مايجعل القطار يتأخر بدقائق معينة ،هذا فيما يخص المحطة الواحدة وان استمرت الوضعية على نفس المنوال في كل محطة يصل تأخر القطار الى نصف ساعة او ساعة ويخلق جوا من الفوضى بين الخطوط والرحلات المبرمجة. الا ان المسافرين تخوفا من تكرار سيناريو شتاء العام الفارط حينما تسببت التقلبات الجوية التي شهدتها البلاد في إلغاء العديد من الرحلات عبر السكك الحديدية التي كانت مبرمجة بالعاصمة، و توقفت معظم الرحلات المبرمجة بسبب الثلوج والأمطار الغزيرة التي عرفتها مختلف المناطق، حيث ألغيت رحلات السكك الحديدية بين الجزائر العاصمة وولايات الشرق والغرب وتأخر الرحلات بين الجزائر العاصمة وضواحيها،و توقفت القطارات القادمة من الحراش والدار البيضاء إلى العاصمة وكذا تلك القادمة من الثنية وبومرداس وتيزي وزو، والعفرون والبليدة، كما الغيت الرحلات الرابطة بين ولايات الشرق خاصة عنابة وقسنطينة وسطيف وبجاية جراء التقلبات الجوية مما جعل العاصمة وسكانها يدخلون في شبه عزلة تامة.