تحتضن ولاية تبسة فعاليات الملتقى الأول حول المهنة المكتبية بالمكتبات العمومية في الجزائر بين التحديات وتطلعات المستقبل، أيام 3 و4 ديسمبر الداخل بهدف التعرف على المفاهيم الحديثة للمهنة المكتبية؟، وكذا التعرف على المهام الجديدة للمكتبين في العصر الجديد التطرق لأهمية تدريب وتكوين المكتبين لتأقلم مع الواقع الجديد، من خلال التعرف على واقع المهنة المكتبية في المؤسسات العمومية الجزائرية بصفة عامة ومكتبات المطالعة العمومية بصفة خاصة، وتسليط الضوء على رسم سياسة عملية لتطوير المهنة المكتبية بالجزائر. وتأتي هذه الفرصة أمام المكتبيين من منطلق أن التطور الواقع في المجتمعات البشرية أوجب أن تكون تلك المجتمعات دائمة التغير في مختلف الجوانب، وهذا التغير سببه تقدم معطيات العصر التقنية والعلمية، مما جعل الإنسان دائم التطلع والتقدم. ونحن نعيش في عصر يتسم بالصراع في مجالات الحياة كافة، ويتميز بالتطورات التكنولوجية وبالانفجار المعرفي. لذلك تسعى الدول جاهدة إلى تنمية مهارات القوى البشرية العاملة لديها، وذلك لخلق مجتمع معرفي قادر على توظيف العلوم والمعارف والتكنولوجيا لخدمه التنمية الشاملة في الدولة. ومن المعلوم أن المكتبات لم توجد من فراغ وإنما هي مؤسسات تتأثر وتؤثر بشكل أو بآخر بالظروف المحيطة بها ولذلك نرى أن أهداف المكتبات وأدوارها ووظائفها وخدماتها تتغير من حين إلى آخر وفقاً للأحداث والتطورات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية والتقنية، وتعد التقنيات أهم التطورات التي أثرت بشكل كبير على المكتبات مما دفعها إلى الاتجاه نحو التحديث من أجل مواكبة هذه التطورات فبعد أن كانت المكتبات قديماً تقتصر على المخطوطات وتستخدم أوراق البردي والرقم الطينية والألواح تطورت على مرور الزمن فأصبحت تشتمل على المطبوعات بكافة أشكالها وأنواعها ثم أضيفت إليها المواد السمعية والبصرية تلاها المصغرات الفيلمية ثم الأشرطة الممغنطة والأشكال الليزرية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد تحولت مجاميع بعض المكتبات إلى أشكال إلكترونية بل الأكثر من ذلك تحولت بعض المكتبات إلى مكتبات إلكترونية بشكل كامل ودون الاعتماد على الشكل الورقي وبعضها تحول بشكل تدريجي من المكتبات التقليدية المعتمدة على المطبوعات إلى المكتبات الإلكترونية ولكنها تحتوي الأصل الورقي والإلكتروني معاً، ولا زالت المكتبات في سعيها المستمر لمواكبة التطورات التقنية مع بعض التباين والاختلاف في هذا المسعى من دولة إلى أخرى . ويتوقع بعض العلماء والباحثين تحول المكتبات الحالية إلى مكتبات رقمية أو مكتبات بلا جدران في المستقبل وعلى المكتبة أن تذهب إلى المستفيد وليس العكس كما هو حاصل الآن؛ ونظراً لهذه التطورات والتوقعات في ميدان المهنة المكتبية، فلا بد أن تواكب المكتبات وبخاصة في الجزائر هذه التطورات وتستعد لها لكي تؤدي دورها العلمي والثقافي والاجتماعي وتقدم خدماتها للمستفيدين بكافة شرائحهم ومستوياتهم. ولغرض الاستعداد لمثل التطورات والتحديات يفترض بالمكتبات تنمية كوادرها البشرية وتهيئة كافة مستلزماتها المادية للنهوض بهذه المهنة وترقيتها لكي تكون مؤسسات فاعلة في المجتمع وتؤسس لها قاعدة جماهيرية عريضة ترفد من خلالها الاعتراف العلمي والاجتماعي للعاملين فيها. وقد يتحقق ذلك من خلال الاهتمام بالمهارات الفنية المستندة على أساس علمي وتقني والمعتمدة وبدرجة كبيرة على التدريب أثناء العمل، وتتطلب هذه التحديات مهنيين مؤهلين تأهيلاً عالياً ليس فقط من ناحية فهم واستيعاب المبادئ التي تحكم العمل المكتبي والمعلوماتي ولكن أيضاً من ناحية امتلاك المهارات الفنية المطلوبة؛ واستغلال كافة الإمكانات التقنية وتوظيفها توظيفاً سليماً للارتقاء بمهنة المكتبات والعمل على تطويرها وتقديم أفضل الخدمات اللازمة للمستفيدين. وسيعرف الملتقى مشاركة مكتبيين من الجزائر ومن خارجها، سيقدمون من خلال محاور الملتقى التي ترتكز على تقديم مفاهيم عامة حول المهنة المكتبية والمصطلحات ذات العلاقة في العصر الجديد، وكذا المهام الجديدة للمكتبين في العصر الجديد، وتأثير تقنية المعلومات والاتصالات على المهنة المكتبية في الجزائر، والتوافق بين مخرجات التعليم الأكاديمي لعلم المكتبات ومتطلبات سوق العمل في الجزائر.