ثمن يونس عثماني، رئيس منظمة الاتحاد العالمي للصحافة والإعلان والاتصال ومهن الإذاعة والتلفزيون، دور الاتحاد في الرقي بالصحافة الالكترونية إلى أعلى مستوى التقدم والاحترافية، وقال الإعلامي المغربي إن جهوده منصبة على خلق تعاون مشترك مع الدول المتقدمة في هذا المجال، بتحقيق تواصل من أجل تبادل الخبرات. «الشعب»: نعيش عصر الثقافة المشهدية بامتياز، حيث تشكل الصورة الثابتة والمتحركة عماد هذه الثقافة، أين ساهم الحاسوب وصفحات الأنترنيت بشكل كبير في نشر وإبراز الأعمال الأدبية والصحافية، ما تقييمك ؟ يونس عثماني: لا يختلف اثنان على كون الصحافة الالكترونية هي بمثابة الصحافة الفورية والجاهزة بعيدا عن الطباعة وما ينجم عنها من كسر زمني لسرعة الخبر. كانت بواكيرها الأولى مجرد نسخ إلكترونية من الصحف الورقية، تنشر في نفس وقت نشر النوع الأول، وتحرر بنفس صياغتها، وتتحكم فيها نفس السياسة التحريرية، كما تهدف في الأغلب إلى مخاطبة ذات الجمهور. مع مرور الوقت أصبحت الصحافة الالكترونية أكثر حداثة، طورت معها جمهورها، فأصبح لها دورية صدور مختلفة عن مثيلتها، الورقية وطورت سياستها التحريرية مستفيدة من الشبكة العنكبوتية، والتي توفر مميزات الصحيفة والكتاب والراديو والتلفزة، مما يعطيها تنوعا يتزامن مع متطلبات عصر العولمة وتكنولوجيا المعلومات وأصبح كل واحد منا في قلب الحدث يعمل على تغطيته في نفس المكان وإرساله للقارئ بدون أي عناء. ما أهمية الموقع الالكتروني للإتحاد في إثراء عمل الصحفيين ومساعدتهم على نقل معلومات لعامة القراء، وما الذي أضافه للمنظمة؟ @@ أكيد أن الموقع الالكتروني له دور كبير في نجاح وتسهيل العمل الصحفي في إجراء المقابلات مع الشخصيات ذات الصلة بها، بجانب التغطية الآنية للأحداث بالصوت والصورة من موقع الحدث، وهناك مميزات أخرى غير موجودة بالصحافة الورقية، مثل سرعة تحديث الأخبار، والنقل الفوري لها ومتابعة التطورات التي تطرأ عليها وقد يستغرق هذا الأمر أقل من 30 ثانية من وقوع الحدث، ناهيك عن التكلفة القليلة التي تتطلبها الجريدة الإلكترونية عكس مثيلتها الورقية والتي تتطلب مبالغ كبيرة من الطباعة إلى التوزيع، وقدرة الصحف الالكترونية على اختراق الحدود والقارات والدول دون رقابة أو موانع أو رسوم، بل وبشكل فوري، وغير باهض التكاليف، وذلك عبر الانترنت، هذا الأمر أعطى لنا سبلا جديدة من أجل التعريف بالاتحاد وخصائصه في جميع أنحاء المعمورة. @ كيف هي مشاركة الكاتب والصحفي الجزائري في تلك المواقع الافتراضية؟ @@ لا يخفى على أحد الدور الرائد الذي تلعبه الجزائر في نشر الوعي والرقي بمجتمعنا العربي والدولي نحو التطور وبدل المزيد من العطاء عن طريق المبدعين والكتاب ورجال الإعلام بمختلف أنواعه ونقل الخبرات والتجارب الدولية ورفع تحديات الألفية الجديدة، التي تفرضها عولمة بث البرامج المعروضة عبر وسائل الإعلام والتعميم التدريجي للاستفادة من مؤهلات مجتمع المعرفة والاتصال. @ ما هي أهم ملامح اللغة الرقمية التي تستعمل حاليا لتصل للقراء عبر شبكة الأنترنيت؟ @@ الصحافة الالكترونية، فرضت واقعاً مهنياً جديداً، فيما يتعلق بالصحفيين وإمكانياتهم وشروط عملهم، فقد أصبح المطلوب من الصحفي المعاصر أن يكون ملماً بالإمكانيات التقنية وبشروط الكتابة للأنترنت وللصحافة الالكترونية كوسيلة تجمع بين نمط الصحافة، ونمط التلفزيون المرئي ونمط الحاسوب، وأن يضع في اعتباره أيضا عالمية هذه الوسيلة وسعة انتشارها وما يرافق ذلك من اعتبارات تتجاوز المهني إلى الأخلاقي في تحديد المضامين وطريقة عرضها. @ الكثيرون يقعون في أخطاء الكتابة اللغوية وحتى الإملائية، هل يؤثر ذلك على المادة المقدمة، أم أن الفكرة هي أهم شيء في الأدب الإلكتروني؟
@@ تبقى اللغة العربية غنية بقواعدها وترقيماتها الضرورية في صياغة الكتابات الأدبية والصحفية، إلا أن هذه المسميات تظل موجودة لكن أمام سرعة البث الخبري للمعلومة وتحقيق السبق الصحفي، وتهافت المواقع على جذب الزوار إلى ما يقدمون من أحداث آنية، يقعون في هذه الأخطاء غير المقصودة، فالمهم هو إيصال المعلومة وتحقيق المعرفة والتواصل الجماعي.
@@ هل وضعتم معايير واستراتيجية واضحة بالنشر الإلكتروني، أم أن الكتابات والمقالات على صفحات الأنترنيت تختلف عن معايير الكتب والمجلات الورقية؟ @@ إن الصحافة الإلكترونية وسيلة من وسائل الإعلام، فهي وسيلة نشر كالصحافة المطبوعة، والعلاقة بينهما هي علاقة تكامل وترابط وليست صراع. فتاريخ ظهور الوسائل الإعلامية المختلفة لا يشهد بظهور وسيلة تلغي الأخرى أو تقضي عليها، ولكن توجد منافسة في أحيان أو تكامل في أحيان أخرى، وتحاول كل وسيلة تطوير نفسها فتستطيع القول أن الصحافة الإلكترونية والورقية لا تطرد إحداهما الأخرى، ولكن يبقى المنافس الوحيد للصحافة الإلكترونية هو التلفزيون بمواده المختلفة والمتنوعة. @ هل أنت راض عما تقدمه على صفحات الأنترنيت، وكم مشاركة تتلقى يوميا في المواقع الالكترونية؟ @@ نوعا ما أنا راض عن كل ما أقدمه إلى حد الساعة في المنظومة الالكترونية، ولكن لابد من بذل مزيد من الجهد والعطاء من أجل الوصول إلى نتائج طيبة، وتبقى المشاركات وتفاعلات الزوار، هي السند القوي لنا وبه نواصل حصد أكبر عدد ممكن من القراء. @ هل هناك ترقية للأدب الالكتروني بالدول العربية؟ @@ لنكون واضحين في هذا المنطلق، رغم الدعم غير الكافي من طرف الوزارات الوصية على هذا الجانب يبقى رواد الأدب الإلكتروني هم من يعانون ويبذلون كل طاقاتهم لإنجاحه، معتمدين في ذلك على مجهودهم الفردي، عكس الدول الغربية، والتي وجدت مناخا جيدا يحتوي كل الشروط المطلوبة من أجل إنجاح موروثهم الالكتروني والعمل على تطويره ومواكبة العصر. @ هل ساعد الأدب الالكتروني على الحوار بين المثقفين العرب؟ @@ لاشك أن الحوار والاندماج والتناغم والتكامل بين مبدعي ومثقفي الدول العربية كان موجودا قبل ظهور عصر العولمة المعلوماتية، إلا أن هذا التناغم زادت حدته وتوهجه بفضل الأدب الالكتروني الذي خرق كل المسافات وجعل كل شيء في متناول المبدعين لبذل المزيد من الحوار والتفاعل الجاد والهادف، هدفه بالأساس تطوير أدبنا العربي والرقي به. @ هل لديكم إستراتيجية لتطوير الأعمال الأدبية عبر الصفحات الالكترونية؟
@@ قبل التفكير في وضع خطط واستراتيجيات عمل في هذا المنحى لابد أولا من خلق مشروع فكري يهتمّ بتجارب التقريب، وما أفرزته من رؤى وتصورات والعمل على عقد ملتقيات معرفية بغية تطوير مجتمعنا والرقي به، ويمكن من خلال الأدب الإلكتروني أن نذوب كل المسافات ونكسر كل الحدود، والإشراف الجيد والمحكم الذي من شأنه أن يعطي للأدب الالكتروني نموا واسع النطاق. @ أي أهداف مسطرة في القريب؟ @ حلمنا أن نوحد كل الأفكار والطموح الجاد والفاعل من خلال الاتحاد وخلق فروع في مختلف أرجاء العالم، فضلا عن رفع الكفاءة الإنتاجية والأداء، حسب المواصفات العالمية بهدف تأهيل الرأسمال البشري وتجهيزه عن طريق ملتقيات ودورات تكوينية في كل البلاد العربية.