سلّم أمس المجلس المحلي ل”غات” الليبية رسالة إلى والي ولاية إيليزي يطلب منه مخاطبة الحكومة الجزائرية استعجال فتح الحدود بين البلدين ل”اعتبارات إنسانية”، بسبب تعطل الحياة على خلفية المواجهات الدامية هناك والتي أفضت إلى ندرة الأدوية والوقود والغذاء. كشفت مصادر ليبية مطلعة عن اجتماع بين مسؤولين ليبيين وجزائريين ناقشوا فتح المعبر الحدودي بين البلدين من أجل تمرير مواد غذائية ووقود ونقل المرضى الليبيين لتلقي العلاج بالجزائر. ففي المنطقة الحدودية اجتمع، رئيس المجلس المحلي بغات وأحد أعيان المنطقة وأمر الكتيبة 403 المكلفة بتأمين الشريط الحدودي مع عدد من المسؤولين الجزائريين المكلفين بحماية الحدود لمناقشة الأمر. وقد سلّم المجلس المحلي رسالة إلى والي ولاية إيليزي من أجل مخاطبة الحكومة الجزائرية لفتح الحدود. وأغلقت السلطات الجزائرية حدودها مع ليبيا مما أثّر على سكان غات، خصوصا بعد إغلاق الطريق البري في مدينة أوباري الليبية نتيجة الاشتباكات المسلحة بين التبو والطوارق، حيث يعاني أهل غات منذ شهرين انعدام المواد الغذائية والأدوية والوقود بسبب الاشتباكات في المدينة. من جهة أخرى، نفى مصدر أمني ليبي بمطار غات الدولي أن تكون الطائرة التي هبطت، مساء الأحد الماضي، بمطار غات محملة بالسلاح. وقال إن أفراد الأمن كانوا موجودين عندما حطت الطائرة، كاشفاً أنها كانت محملة بمواد إغاثة (مواد غذائية وأدوية) وأقلعت من مطار غات دون أي مشاكل أو عراقيل أمنية أو غيرها. وفي المقابل يتناقض مثل هذا الطلب مع ما خلص إليه اجتماع عقد بمدينة غدامس الليبية وضم رئيس وأعضاء المجلس البلدي ومؤسسات المجتمع المدني ومسؤولي قطاع الصحة، لتدارس التدابير الوقائية لبعض الأمراض وخاصة ”إيبولا” الفتاك، حيث حصروا المشكلة في احتمال قدوم الوباء من الجزائر، عندما خلصوا إلى أن ”المنطقة تعاني من ظاهرة تنامي التسلل والهجرة غير المشروعة عبر الحدود مع الجزائر وفي ظل الافتقار للإمكانيات الضرورية للحد منها”، ما يهدد صحة الليبيين حسبهم. من جانب آخر أوضح مصدر أمني جزائري رفيع، أنّ مراقبة الوضع الأمني على الحدود مع ليبيا متحكم فيه بشكل دقيق منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، ولا يحتاج إلى تهويل أو تأكيد من قبل وزارتي الدفاع والداخلية في الجزائر. وأضاف المصدر أنه منذ بداية الأحداث في ليبيا تراقب الجزائر الوضع عن كثب وزادت جميع المصالح الأمنية من درجة تأهبها منذ سقوط النظام وتحول الميلشيات الإرهابية إلى استهداف المصالح الجزائرية مباشرة ومنها الهجوم على السفارة في طرابلس. وتابع المتحدث بأن عدد الطلعات الجوية التي تقوم بها القوات الجوية على الحدود الشرقية الممتدة على شريط يقارب 3000 كيلومتر زادت أربعة أضعاف، مقارنة بالوضع قبل سقوط النظام في ليبيا. بينما ما يملكه سلاح الجو الليبي لا يعدو سوى نماذج عتيقة جدا من الطائرات الحربية الروسية القديمة بسبب الحظر الذي تعرض له نظام معمر القذافي لعقود.