لم تشفع مشاريع التنمية التي أدرجتها مصالح بلدية عنابة في رفع المعاناة عن سكان الأحياء الشعبية والتجمعات السكنية الجديدة، رغم أن المجلس البلدي في عهدته الجديدة حاول تغيير نمط التسيير الإداري من أجل إنهاء بعض التراكمات التي تعود للعهدات السابقة. مازالت الفوضى واحتجاجات طالبي السكن والشغل تعرقل نشاط التنمية بهذه البلدية التي تعتبر الأكبر بولاية عنابة من حيث النمو الديمغرافي، من خلال التوزيع غير الشرعي للمشاريع التنموية الكبرى، حيث أن مصالح بلدية عنابة يتركز اهتمامها على وسط المدينة بتطهير الشوارع من النفايات والقاذورات، وتجديد شبكة الإنارة العمومية. وفيما يتعلق بشق الشغل فإن البلدية تتوفر على نسيج صناعي ووحدات تجارية إلى جانب استحداث مناطق سياحية جديدة ستوفر نحو 1500منصب شغل. وعليه فإن الخريطة الجديدة لواقع التشغيل ستقضي على البطالة بهذه المنطقة من خلال إعادة توزيع مناصب الشغل على البطالين، إلى جانب استفادة البلدية على 10آلاف عقد للتشغيل منذ سنة2012 إلى غاية السنة الجارية. وقد وزعت على المتخرجين من الجامعات ومعاهد التكوين المهني، كما تم فتح مناصب مؤقتة للبطالين من خلال إدماجهم وإشراكهم في مشاريع الجزائر البيضاء، والتي عادت بالفائدة على البلدية من خلال امتصاص غضب طالبي الشغل بالبلدية. ومن بين البرامج التنموية التي جسدتها مصالح بلدية عنابة خلال سنة 2014 هو الإفراج عن مشروع إنجاز 20 محلا تجاريا تم توزيعه على الباعة المتجولين في إطار القضاء على التجارة الموسمية. وعليه فإن مشروع تهيئة الأسواق الجوارية يدخل ذلك في إطار محاربة التجارة غير القارة. وقد رصدت للعملية غلاف مالي معتبر يقدر ب 12مليار سنيتم. وقد مست عمليات التهيئة سوق الصفصاف الذي كانت النيران قد أتلفت كل خانته التجارية خلال الأشهر الماضية، والذي رصد له ملياران و500 مليون سنتيم لإعادة تهيئته وربطه بالكهرباء، بالإضافة إلى إنجاز محلات تجارية من شأنها أن توفر نحو 600 منصب شغل للتجار والباعة المتجولين وتمكينهم من مزاولة نشاطهم اليومي. عملية أخرى تتعلق بترميم و إعادة تهيئة سوق حي واد الذهب المعروف بسوق الليل، وقد خصص له مبلغ مالي يفوق 3 ملايير سنتيم. أما سوق المناديا رصد له مبلغ يقدر 700 مليون سنتيم لربطه بالكهرباء وتوسيع خانته التجارية. وحسب المصالح البلدية فإنه تم إدراج مشروع السوق المغطاة المتواجدة بوسط بعنابة مركز الذي استفاد من 300 مليون سنتيم. وقد أجرت مصالح البلدية دراسة تقنية للعمليات المسجلة تقضي باعتماد تحويل كل الفضاءات التجارية منها 20 خانة ومحلا تجاريا يساعد على امتصاص غضب التجار الفوضويين. وفي سياق متصل أكدت مصالح بلدية عنابة أن عملية البرمجة العقلانية والتخطيط التي تعتمد عليها جاء من أجل استحداث عقارات جديدة بالأحياء الفوضوية لإنجاز مدينة جديدة تتوفر على مختلف المرافق الضرورية مع ربط السكنات بالكهرباء والمياه الصالحة للشرب. ولهذا التوجه طرحت مصالح البلدية جلسات عمل مع رؤساء القطاع الحضري بهدف اختيار المناطق الحضرية، والتي من شأنها أن تستقطب المواطن والعائلات المحرومة من أدنى المرافق الضرورية. ليضيف أنه تم برمجة المصالح عدة خرجات ميدانية للاستماع لانشغالات المواطنين ببلدية عنابة من بينهم سكان حي بوقنطاس وهو تجمع سكني جديد، مازال يعاني من نقص بعض المرافق الضرورية منها غياب النقل ،و اهتراء الطرقات والتي هي في أغلبها عبارة عن ممرات ترابية تتوحل مع تساقط الأمطار. وفي هذا الشأن قال مرابط أن هذا الحي تم إدراجه في خانة الأولويات، حيث سيستفيد من عملية واسعة للتهيئة برصد غلاف مالي معتبر يقدر ب3 ملايير سنتيم. أما بالنسبة للأحياء الشعبية منها حي المدينة العتيقة بلاص دارم، وحي بني محافر، قد تكفل ديوان ”الأكرافا” بحماية تراث المدينة وعملية تهيئة مثل هذه الأحياء والحفاظ على طرازها الإسلامي.