تسببت عملية جراحية وتجميلية بسيطة في مفارقة شاب لحياته وهو في عمر الزهور، حيث لم يتعد سن الضحية في قضية الحال 24 سنة، وهذا أثناء خضوعه لعملية جراحية تجميلية متمثلة في معالجة ”حول العين”. والتي أدت إلى وفاته نتيجة مضاعفة جرعة التخدير. وقد تابعت محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة أخصائي في جراحة العيون وطبيب مختص في التخدير بعيادة سيدي يحي الخاصة، على خلفية تورطهما بتهمة الخطأ الطبي المفضي إلى الوفاة. وخلال جلسة المحاكمة التي استقينا منها عدة تفاصيل، فإن هذه القضية تعود إثر توجه كل من الضحية وشقيقه التوأم للعاصمة بعد قدومهما من ولاية سطيف طمعا في إيجاد أخصائيين في طب العيون وأكفاء في هذا المجال، وهذا بغرض إجراء عملية تجميلية على مستوى العين، والتي تستغرق في معظم الأحيان أقل من ساعة، وبعد تجولهما في الجزائر العاصمة لمدة معتبرة من الزمن بغرض الحصول على أفضل العروض دلهما أحد الأشخاص على عيادة سيدي يحيى التي تقع على مستوى مقاطعة بئرمرادرايس، أين قرر الضحية إجراء هذه العملية الجراحية على مستوى هذه العيادة، أين تمت معاينته وإخضاع للفحوصات الطبية اللازمة قبل مباشرة هذه العملية البسيطة التي استغرقت معه مدة نصف ساعة تقريبا. وبعد خروجه من غرفة العمليات دخل في حالة غيبوبة وبقي في قاعة الإنعاش لمدة 4 أيام قبل أن يفارق الحياة، والتي جاءت نتيجة تأثره بجرعة تخدير زائدة تسببت في مفارقته الحياة. عائلة الضحية قررت متابعة الطاقم الطبي المتكون من أخصائي في طب العيون وطبيب مختص في التخدير، هذان الأخيران أن العملية الجراحية جرت في ظروف عادية وطبيعية، كما صرحا في جلسة محاكمتهما أن سبب الوفاة يعود إلى تضرر عضلة العين، غير أنهما لم يكتشفا ذلك قبل العملية. كما أكدا أن الضحية كان في حالة جيدة بعد استيقاضه من مفعول المخدر عقب العملية الجراحية، وعند مباشرتهم في إجراء تخدير ثان جزئي وسحبهما لأنبوب التنفس من فمه، أين اكتشفا أن المريض وجد صعوبة في استنشاق الهواء بالطريقة الطبيعية. غير أن دفاع المتهم الثاني صرح خلال مرافعته أن تعاطي المريض لمنشطات حيوية خلال ممارسته الرياضة كان السبب الرئيسي في وفاته. ليلتمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة بقيمة 20 ألف دج في حق المتهمين اللذان استفادا من إجراءات الإستدعاء المباشر.