تعلن عشية اليوم، الهيئة العليا للانتخابات في تونس النتائج النهائية رسميا، بعد أن بلغت نسبة التصويت النهائية في الرئاسيات 64.6 في المائة بالداخل، بينما بلغت في الخارج 29.68 في المائة، في وقت يشير فيه فرز الأصوات إلى الاتجاه نحو جولة ثانية بين المرشحين، الرئيس المنتهية ولايته، منصف المرزوقي، ورئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي. اتهم الباجي قائد السبسي، الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، منافسه الرئيسي في الانتخابات، بأنه مرشح ”الاسلاميين والسلفيين الجهاديين”، وقال في تصريح لاذاعة ”إر إم سي” الفرنسية، أنه ”من صوتوا للمرزوقي هم الاسلاميون الذين رتبوا ليكونوا معه، يعني إطارات حزب حركة النهضة، والسلفيون الجهاديون، ورابطات حماية الثورة وكلها جهات عنيفة”. وأصر الباجي قائد السبسي، على أن ”كل الاسلاميين اصطفوا وراء المرزوقي” في انتخابات الأحد، متوقعا أن تونس ستنقسم خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية إلى ”شقين اثنين الإسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الإسلاميين من ناحية أخرى”. ووفق القانون الانتخابي، وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على ”الأغلبية المطلقة” من أصوات الناخبين أي 50 بالمائة زائد واحد، تجرى دورة انتخابية ثانية في أجل أقصاه 31 ديسمبر القادم، يشارك فيها فقط المرشحان الحائزان على المرتبة الأولى والثانية في الدورة الأولى. أما الرئيس التونسي المؤقت، المرشح منصف المرزوقي، فقد دعا منافسه من حركة نداء تونس، الباجي قائد السبسي، إلى مناظرة تليفزيونية بينهما أمام الشعب التونسي قبل إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة، في ديسمبر المقبل، وقال المرزوقي، في كلمة أمام أنصاره، أنه ”أدعوه إلى مناظرة تليفزيونية، وأتمنى ألا يتهرب ويتملص”، مؤكدا أن ”المعركة لم تنته، وسنخوضها في الأسابيع المقبلة بشرف، وأدعو الطرف الآخر أن يفعل نفس الشيء”، وتوجه المرزوقي إلى أنصاره وحثهم على إثبات مواقفهم والوقوف من أجل الانتصار أمام ما أسماه ”آلة التزوير والتزييف القديمة”. من جانبه، أكد رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، أن مجلس شورى الحركة سينعقد قريبا للنظر في مسألة مساندة مترشح في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية التونسية، وتعديل موقفه الأول الذي التزم فيه الحياد، وقال إن مجلس شورى الحركة، وهو أعلى هيئة بالحزب، سيجتمع للنظر في مسألة مساندة مترشح في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية وتعديل موقفه الأول الذي التزم فيه الحياد، مضيفا لإذاعة ”موزاييك اف ام”، أن ”حركة النهضة مازال موقفها هو الحياد، والمؤسسات ستجتمع لتقرر هل تواصل الموقف أم تغيره”. وأفاد خبراء أن حصول السبسي، على المركز الأول، وحلول المرزوقي ثانيا، يعكس بشكل واضح أن أنصار الحركة الإسلامية هم رجحوا كفة المرزوقي، وأكدوا أن النتائج الأولية للاستحقاق الرئاسي تبين أنه لا وجود لاختلاف مع نتائج الانتخابات التشريعية. وفي سياق ذي صلة، أعلن القيادي في حزب الجبهة الشعبية التونسي، زياد لخضر، أن ”الجبهة الشعبية لن تدعم الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستجري الشهر المقبل، عقب الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات”، مضيفا أن ”الجبهة الشعبية لن تدعم أي من الترويكا أو حلفاءها في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية”. من جهة أخرى، أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، أن جلسة الحوار الوطني المنعقدة أمس، اتفقت على تأكيد القرار الذى اتخذ فى جلسة 31 أكتوبر الماضي، والقاضي بأن يوكل إلى رئيس الجمهورية المنتخب الجديد، مهمة دعوة الحزب الفائز فى الانتخابات التشريعية إلى تشكيل الحكومة القادمة.