دعا، أمس الاول، مشاركون في الملتقى الدولي الثالث حول “أصدقاء ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962): مواقف وكتابات“ بجامعة مستغانم، إلى إنشاء مكتبة وطنية تعنى بتاريخ الثورة الجزائرية تكون مرجعا لطلاب العلم في مختلف التخصصات كالآداب والتاريخ وسائر العلوم الإنسانية. أبرز الدكتور جيلالي بن يشو، من جامعة مستغانم، أهمية هذه المكتبة التي ستكون بمثابة “أرشيف كامل للثورة قابل للزيادة وتجمع ماكتبه المجاهدون من مذكرات وشهادات حية وما كتب عربيا وعالميا حول الثورة الجزائرية”. ودعا المحاضر إلى جمع ضمن هذا المرفق الخطب السياسية العربية والجزائرية التي ألقيت في تلك الفترة والمقالات الصحفية الجزائرية والعربية والعالمية التي تناولت موضوع الثورة التحريرية، وهذا بمشاركة وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية والثقافة والمجاهدين. ومن جهته أكد أحسن بشاني، من المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر، على ضرورة تدوين تاريخ الثورة الجزائرية من خلال كتابة المذكرات والشهادات الحية للمجاهدين لأرشفة التاريخ والمحافظة على الذاكرة الوطنية. كما أشاد الدكتور صالح محمد أرديني من جامعة الموصل بالعراق، بالثورة الجزائرية التي “رسمت طريق الحرية لعديد من الدول وبنت مستقبل الاجيال وضربت نموذجا يحتدي به في المقاومة والجهاد”. ودعا إلى “أن تكون هذه الثورة عنوانا واضحا في المناهج الدراسية والثقافة العربية” مع تجسيد فيلم تاريخي ضخم للتعريف بها للأجيال القادمة. وينتظم الملتقى طيلة يومين بمبادرة من مخبر الدراسات اللغوية والأدبية في الجزائر لجامعة مستغانم بالتنسيق مع مديرية المجاهدين في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة بمشاركة أساتذة وباحثين من الجزائر وليبيا وتونس والعراق والأردن وفرنسا. ويتضمن اللقاء ثلاثة محاور أساسية تخص “شهادات ميدانية من طرف بعض أصدقاء ثورة التحرير الجزائرية” و”التطرق إلى كتابات بعض الشخصيات المساندة لثورة التحرير” و”حضور أصدقاء الثورة في الكتابات الجزائرية”. وقد برمجت بالمناسبة عدة محاضرات منها “هنري علاق وبعض شهاداته حول الثورة التحريرية الجزائرية” و”إسهامات فرانس فانون من منظور تأثيره وتأثره بالثورة الجزائرية” و”صورة الثورة الجزائرية في الأدب العربي” و”حضور الثورة الجزائرية في الأدب الأردني.