تتجه الحكومة الجزائرية إلى تنظيم عملية نقل أنصار المنتخب الوطني، إلى غينيا الاستوائية من أجل متابعة نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، حيث يجري التحضير حاليا من أجل دراسة العملية، رغم الصعوبات الكبيرة التي ستعرفها، لا يسما غلاء التكاليف، ومخاطر وباء الإيبولا. كشفت مصادر مطلعة ل”الفجر”، أن نقل أنصار المنتخب الوطني لكرة القدم لمتابعة العرس الكروي القاري القادم سيتم الإعلان عنها نهاية السنة الجارية، غير أن العملية لن تشمل عددا كبيرا من الأنصار، بسبب التكاليف الكبيرة، فضلا عن المخاطر الحقيقية التي تهدد الأنصار، وسيتم الاقتصار على عدد معقول من المشجعين، ويتم التكفل بهم بشكل كامل. ورغم تواصل دعم الدولة، إلا أن العديد من التحديات ستنتظر أنصار المنتخب الوطني في أدغال غينيا الاستوائية، أبرزها خطر وباء الإيبولا القاتل، والذي يبقى تهديدا حقيقيا وهاجسا مخيفا تصعب مواجهته. وسنحاول في موضوعنا التطرق إلى أغلب التحديات التي سيعرفها الكان القادم، والمخاوف المطروحة في الوقت الرهان. غينيا الاستوائية البلد الصغير الذي لن يتحمل الكان العاجل تعتبر غينيا الاستوائية بلدا صغيرا لا يتعدى عدد سكانها 700 ألف نسمة بكثير، وهناك وضع سياسي غير مستقر، في ظل المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة بالنظام، كما تراهن المعارضة على إفشال تنظيم كأس أمم إفريقيا للنيل من الرئيس تيدور أمبيانغ الذي وافق على طلب حياتو بتعويض المغرب، وقبل بمهمة تنظيم التحدي الإفريقي رغم ضيق الوقت، وقلة الإمكانات. في غينيا الاستوائية هناك معارضة كبيرة لتنظيم الكان من طرف مواطني هذا البلد، وهي المعارضة التي تدعمها أطراف سياسية وتغذيها، أملا في جعل الكان القادم ساحة للمواجهة السياسية، وسط توقعت بإقامة مسيرات احتجاجية خلال العرس الكروي القاري. وقام الرئيس تيدور أمبيانغ، أول أمس، بتوجيه خطاب إلى شعبه، من أجل تهدئتهم بسبب الفزع المنتشر من دخول وباء الايبولا للبلد في حال تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث دعا إلى التهدئة، وهو الأمر الذي يعكس الوضع الصعب الذي يعيشه البلد قبل استقبال ممثلي القارة السمراء. تأهل منتخب غينيا يثير هلع الجميع تأهل منتخب غينيا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، وهو التأهل الذي لم يتجرعه الكثيرون، وتنبأوا بأن البطولة ستفشل فشلا ذريعا، بسبب تواجد مهد الإيبولا في الكان القادم، خاصة في ظل الدعم الكبير المرتقب من الأنصار الغينين الذي سيسافرون إلى غينيا الاستوائية. وظهرت أولى حالات الايبولا في غينيا، وتسجل هناك المئات من الحالات، وهو ما أجبر الكاف على أن تطلب من غينيا نقل لقاءاتها إلى خارج الوطن، حيث استقبلت منافسيها بالمغرب، ودون حضور الأنصار تفاديا لنقل الفيروس خارج الأراضي الغينية. المشكل الذي يطرح بعد تأهل غينيا إلى الكان، هو مدى مقدرة سلطات غينيا الاستوائية على صد دخول أنصار غينيا إلى الوطن، حيث أشارت عدة تقارير أن أنصار المنتخب الغيني سيشدون الراحل بأعداد غفيرة إلى غينيا الاستوائية، ويبقى احتمال دخول أنصار حاملين لفيروس الإيبولا أمرا ورادا. وقام لاعبو منتخب غينيا بالتفاتة جد رائعة، حيث قاموا بالتبرع بكامل منح التأهل إلى الكان إلى ضحايا وباء الإيبولا، وهو الأمر الذي رفع أسهم المنتخب الغيني، والذي سيحظى بدعم كبير من طرف أنصاره خلال الكان القادم، في حين لم يتحدد إمكانية السماح لأنصار غينيا بحضور الكان من عدمه. الأمطار الكثيرة تحول الملاعب الغينية إلى وضع كارثي تعرف غينيا الاستوائية بملاعب في المستوى، وفي مقدمتها ملعبي نوفو ستاديو ونو نكونتوما بالعاصمة مالبو، والذي تم تدشينهما قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، وهما في حالة جيدة، كما تتوفر بغينيا الاستوائية المرافق اللازمة لتنظيم الحدث من فنادق وملاعب تدرب وغيرها، رغم قلتها. لكن اللاعب الدولي السنغالي، غيران نداو الذي لعب في مالبو رفقة منتخب بلاده في الكان، أوضح أن غينيا الاستوائية تشهد هطول كبير في الأمطار، وهو ما يحول أرضيات الملاعب إلى وضعية كارثية، يصعب معها ممارسة كرة قدم في المستوى. وفي حال سقوط كميات كبيرة من الأمطار فإن وضعية الملاعب ستصبح سيئة للغاية، الأمر الذي قد لا يمكن منتخبات مثل المنتخب الجزائري من تقديم كرة قدم جميلة، وسيصعب كثيرا من الاعتماد على التمريرات القصيرة واللعب الجميل الذي يمتاز بها رفقاء براهيمي. فنادق قليلة، وتوقعات بمشاهدة مواجهات دون جمهور تملك غينيا الاستوائية عددا محدودا من الفنادق، وهو ما يجعلها محجوزة في أغلب فترات السنة، وفي حال قرر عدد كبير من أنصار الفرق الإفريقية التنقل إلى الكان، فسيكون هناك فوضى كبيرة، وستفشل غينيا الاستوائية في استقبال الجميع. مشكل قلة الفنادق أمر اعترف به الجميع، وفي منافسة تدوم ما يقارب الشهر، فإن غياب فنادق جاهزة سيؤدي إلى فشل ذريع للبطولة القادمة، واحتمال مشاهدة لقاءات دون جمهور أمر يبقى وارد للغاية. اعترف الكامروني عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بأن غينيا الاستوائية ستجد صعوبات كبيرة خلال تنظيمها النسخة الثلاثين من منافسات كأس أمم إفريقيا مطلع السنة المقبلة. حياتو: ”فشل تنظيم الكان القادم أمر وارد” اعترف رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الكاميروني عيسى حياتو، أنه من الصعب أن تنجح غينيا الاستوائية في احتضان الكان المقبل، موضحا أنه يتوقع وجود سلبيات كبيرة، وقد يفشل الكان كليا. وأوضح حياتو في حوار له مع حوار له مع قناة ”بي بي سي” أنه من الصعب تحضير منافسة من قيمة كأس إفريقيا في مدة لا تتجاوز شهرين. وقال رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم: ”سأكون كذابا إن قلت إنني لست متخوفا”، ومضى يقول: ”أتخوف من قلة الفنادق ووسائل المقبل والتواصل، لكن علينا ركوب التحدي”. يشار إلى أن حياتو اصر على تنظيم كأس إفريقيا للأمم في دورتها المقبلة في موعدها المحدد سلفا، بعدما طلب المغرب تأجيلها إلى وقت لاحق بسبب تفشي وباء إيبولا الفتاك في العديد من الدول الإفريقية، وهو ما جعله ينقلها إلى غينيا الاستوائية. حياتو: ”كل لاعب يخاف الإيبولا عليه أن لا يأتي” ووجه حياتو رسالة شديدة اللهجة للاعبين الأفارقة، مؤكدًا أن كل لاعب خائف من وباء إيبولا، فعليه أن لا يأتي إلى غينيا الاستوائية، التي قال أنها خالية من أي إصابة بفيروس إيبولا، مؤكدًا أن الكاف لديهم قيم إنسانية يدافعون عنها، ولو كان هناك خطر لما وافقوا على إقامة الدورة في هذا البلد. وتطرق رئيس الكاف أيضًا لمنتخب غينيا الاستوائية، الذي سيلعب في المسابقة رغم استبعاده سابقًا بسبب إشراكه للاعبين غير مؤهلين إداريًا،مؤكدًا أن هذا البلد أنقذ الكاف،وحضور منتخبهم أمر طبيعي. غلاء المعيشة عائق كبير أمام أنصار الخضر تشتهر غينيا الاستوائية بكونها من أكثر الدول الإفريقية غلاء في أسعار المعيشة والخدمات، حيث أن أسعار الفنادق هناك ملتهبة، وترتفع إلى أسعار جنونية عندما تحتضن البلاد نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق في 17 جانفي القادم، وهو ما يشكل عائقا كبيرا أمام تنقل كبير لأنصار المنتخب الوطني. الحجز والإقامة في غينيا الاستوائية خلال فترة كأس إفريقيا القادمة سيكون مهمة جد مكلفة لأنصار المنتخب الوطني وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع عدد كبير منهم، خاصة أصحاب الدخل الضعيف، والذين لا يمكنهم تحمل تكاليف الاقامة في غينيا الاستوائية. وفضلا عن غلاء المعيشة، وارتفاع الحجز في الفنادق، فإن السفر إلى غينيا الاستوائية سيكون مهمة جد عسيرة، خاصة إذا علمنا غياب رحلات جوية من أرض الوطن، حيث سيكون أنصار المنتخب الوطني الراغبين في التوجه إلى غينيا الاستوائية مجبرين على التحول إلى المغرب، قبل تغيير الوجهة إلى محتضن الكان. الدولة لم تعلن عن طائرات خاصة حتى الآن يراهن عدد كبير من أنصار المنتخب الوطني على أن تقدم السلطات في الوطن دعمها على غرار ما حدث خلال نهائيات كأس العالم الفارطة بالبرازيل، حيث تكفلت الدولة بأكثر من نصف المصاريف، وسمحت للأنصار بحضور المونديال بجميع التكاليف، بأسعار بلغت 35 مليون سنتيم فقط، وخصصت عدة طائرات خاصة نحو بلاد السامبا. وزير الرياضة محمد تهمي، تحدث عن إمكانية نقل أنصار الخضر إلى غينيا الاستوائية من أجل متابعة وتشجيع الخضر خلال العرس الكروي القاري. تهمي أوضح أن الدولة ستقوم بدراسة عملية نقل الأنصار من كل جوانبها، وفي حال تيسر توفير العملية، فإن الدولة ستقوم بتخصيص طائرات خاصة تحت تصرف انصار المنتخب لنقلهم مباشرة إلى غينيا الاستوائية. ج. ابراهيم
اختبار هام من أجل الاستعداد للكان القادم غينيا الاستوائية تحتضن بطولة دول إفريقيا الوسطى بداية من غد تنطلق غدا الاثنين، بعاصمة غينيا الاستوائية مالبو، فعاليات الطبعة التاسعة من بطولة اتحاد دول إفريقيا الوسطى الاقتصادية والنقدية لكرة القدم، وهي البطولة التي ستراهن عليها غينيا الاستوائية والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بقيادة عيسى حياتو من أجل ضمان أفضل تحضير واستعداد لكأس أمم إفريقيا المرتقبة بغينيا من 17 جانفي وإلى غاية الثامن من فيفري القادم. بطولة اتحاد دول إفريقيا الوسطى هي منافسة كروية تقام منذ سنة 1984، وقد توقفت البطولة لفترة 13 سنة، حيث عادت للظهور في الفترة ما بين 1990 وإلى غاية 2003، قبل أن يعاد تنظيمها من جديد بصفة منتظمة. وتشارك في هاته البطولة ستة دول أفريقية هي غينيا الاستوائية صاحبة الأرض والكاميرون، أحد أبرز المشاركين في الكان المقبل، فضلا عن الغابون، كونغو برازفيل، إفريقيا الوسطي والتشاد. وستتواصل فعاليات البطولة إلى غاية الرابع من شهر ديسمبر القادم، ويمكن اعتبارها اختبارا أوليا من أجل قياس قدرة غينيا الاستوائية على تنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا القادمة.