قد يختلف المدرب الذي تتسابق عليه الاتحادات الأهلية لتدريب منتخب كرة القدم والمدرب الذي تبحث عنه الأندية، قد تكون هناك بعض الفوارق في المقدرة والخبرات والميول، واختلاف في التفاصيل، لكن شخصية المدرب لا تختلف هنا أو هناك كما أن الصفات والقدرات المطلوبة هي نفسها سواء كان مدربا للمنتخب أو للنادي. والخطأ الشائع يتمثل في الاعتقاد أن المدرب الجيد هو من يجيد القراءة الفنية واختيار العناصر وبناء استراتيجية الفريق والتخطيط للمباراة والبطولات فقط! يؤكد حنفي محمود مختار في كتابه ”المدير الفني لكرة القدم”: أن المدير الفني أو المدرب لا بد أن يتمتع بالذكاء الاجتماعي قادرا على التعامل مع الجميع وأن يكون ذكيا في وضع الخطط وحل المشاكل وأن يكون حكمه على الأمور صائبا ممتلكا للنضج الانفعالي وله معرفة جيدة بكرة القدم وخبرة اللعب على مستوى رفيع ولا بد أن يكون مظهره موحيا بالاحترام مع لياقة بدنية ونفسية. لا بد أن يكون المدرب قادرا على التعبير صاحب صوت قوي مقنع واضح وقدراته محل تقدير وأن يكون مثالا صالحا للاعبين حاصلا على شهادات لها وزنها، ولا بد أن يجيد تقويم أدائه فضلا عن تقويم اللاعبين، ومن المهم أن يعتبر نفسه الأخ الأكبر للاعبين قادرا على اكتشاف مواطن الخلل والسعي على بث روح الجماعة مع الحرص على الهدوء والصبر. وتتلخص صفات وقدرات المدرب أو المدير الفني كما يقول حنفي مختار في: مهام قدراته الفنية وتنظيم العلاقات بينه وبين اللاعبين وتعزيز هيبته بوصفه قائدا والسيطرة على النفس. كل هذه الصفات والشروط مهمة جدا، وعلى كل إدارة أن تهتم بها لكن المدرب الذي يسعى للنجاح عليه أن يهتم بها أولا، ومع ذلك فإن الاختيار الصائب قد لا يضمن النجاح لأن ثمة أهمية لدراسة الجانب الآخر أقصد اللاعبين مع دراسة الظروف والوضع العام والإلمام بالإمكانات المتوفرة مع عدم تناسي أو تجاهل عامل كيمياء العلاقة والقبول والتجانس. ومن المهم أن تعرف إدارة المنتخب أو النادي هدفها وتدرك ماذا تريد من المدرب. وهل الاستراتيجية طويلة المدى أم أنها تبحث عن مدرب يحقق لها إنجازات على المدى القريب؟! من غير المنطقي وليس مقبولا أن نحضر اسما كبيرا في عالم التدريب والفريق يفتقر لصفات الفريق الجيد مثل الإحساس بالمسؤولية ودرجة الاحتمال الجيدة والاتصال الجيد بين اللاعبين والتمسك بروح الفريق والقدرة على استخراج القوة والبيئة المشجعة والقدرة على الوصول إلى نتائج جيدة واتخاذ القرارات المناسبة وامتلاك مهارات فنية مناسبة وفهم واضح للواجبات والأدوار، لذلك لا أستغرب حين يهتم المدرب الكبير بسمعة وصفات الفريق الذي يدربه قبل الإقدام على توقيع العقد. بقي أن أقول إن من أكبر المشاكل التي تواجه الكرة السعودية والعربية هي مشكلة الترجمة على اعتبار أن معظم منتخباتنا وأنديتنا تستعين بمدربين أجانب، ليس من المعقول أن يكون مستوى الترجمة أقل من أهمية العلاقة بين المدرب ولاعبيه. وأختم بالقول: يتعين عليكم تهيئة الفريق المناسب، وإحضار المدرب المؤهل ومعرفة ماذا تريدون، ومنح الثقة للمدرب والابتعاد بعد ذلك عن التدخل في عمله إلا إن اقتضت الظروف.