تعيش البنايات القديمة التابعة لدواوين الترقية والتسيير العقاري بالعاصمة، خلال هاته الأيام المتزامنة مع الأمطار الغزيرة التي تساقطت على العاصمة وضواحيها، في خطر بسبب التصدعات البليغة التي تعاني منها، والتي أجبر على مطالبة ديوان الترقية والتسيير العقاري التدخل السريع، لإرسال لجنة تحقيق بشأن التشققات والتصدعات التي باتت تطارد كل جدار وسقف من بيوتهم، بالرغم من تخصيص 5 ملايير دينار لترميم البنايات الهشة. طالب قاطنو البنايات الهشة بما فيهم العمارة رقم 188 مسكن بعين النعجة، السلطات المحلية وعلى رأسها والي الجزائر العاصمة ومدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، والمصالح التقنية المختصة، بمراقبة البناء والتحقيق بشأن التصدعات والتشققات التي تشهدها كافة الشقق من الداخل والخارج، بالرغم من أن السكان ومنذ ولوجهم لهذه البناية اكتشفوا العيوب البليغة التي تشوبها، ولا تجعلها تبدو في الحالة التي هي عليها، فمنذ أن سكنت هذه العائلات والبالغ عددها 24 بالعمارة وهم يعانون من مشكل تصدع الجدران والأسقف، إذ حرم السكان من وضع المصابيح وسط الأسقف كما هو معروفو وإنما بركن من السقف لوجود الأعمدة الإسمنتية وسط الأسقف، بحكم أن شقق العمارة أنجزت على أساس 5 غرف وكان من المفروض توزيعها على أسر سلك الشرطة، لكن تم بعدها تقرير توزيعها في صيغة السكن الاجتماعي للمواطنين خلال العام 2007، ليتم بعد ذلك تحويلها لشقق ذات غرفتين وثلاث غرف، ليضاف إلى ذلك مشكل تسرب مياه الأمطار عبر سقف الشرفات المهترئة عن آخرها، وأكد ممثل السكان لدى زيارته ل”الفجر” أن هذه السكنات مشيدة فوق منبع للمياه، ما يجعل أشغال الترميم التي لا تزال قائمة منذ العام 2010 غير مجدية، حتى مكتب ديوان الترقية والتسيير العقاري الذي يوجد بالطابق الأرضي لهذه العمارة لم ينج هو الآخر من مياه الأمطار التي تتسرب لداخله وتكاد تغطيه، حيث اضطر هؤلاء الموظفون لغلق المكتب. وما زاد الطين بله هي أشغال الترميم للعمارة من الداخل وحتى الواجهة الخارجية، والتي انطلقت خلال العام 2010 بتعيين الديوان مقاولة تهتم بالأمر بعد عديد الشكاوى من السكان، ويشرف عليها عاملان ولا تزال متواصلة دون أي جدوى، فالوضع يزداد سوءا كما يؤكد المعنيون، وهو ما دفعهم للطلب من وزارة السكن إيفاد لجنة تحقيق معمق في الوضع المزري للعمارة وكشف المستور عن الغش والتلاعب الذي طال إنجازها، حسبهم، وفي انتظار رد الوزارة الوصية بشأن مطلب العمارة، تبقى هذه الأخيرة تتداعى يوما بعد آخر وتزداد خطورتها على ساكنيها.