دعا رئيس تونس المنتهية فترته والمرشح المستقل لجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، محمد المنصف المرزوقي، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، في حين أكد حزب حركة نداء تونس أنه لا تحالف مع حركة النهضة في الحكومة المقبلة. وفي إطار حملته الانتخابية بمحافظة جندوبة في شمال غرب البلاد، دعا المرزوقي مختلف الأطراف السياسية إلى تحقيق الاستقرار السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي المقابل كان لأمين عام نداء تونس، الطيب البكوش، رأي مخالف، إذ أكد أن حزبه لن يشرك حركة النهضة في الحكومة القادمة التي منحها دستور تونس الجديد صلاحيات واسعة مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية. واعتبر البكوش، في تصريح له، يوم الجمعة، لإذاعة محلية خاصة، أن حركة النهضة ”اختارت أن تكون في المعارضة لأنها اختارت رئاسة لجنة المالية” في البرلمان المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر الماضي، وقال البكوش أن حزبه أصبح يحظى بأغلبية ”تتراوح بين 115 و120” من إجمالي مقاعد البرلمان ال217، أي أكثر من الأغلبية اللازمة قانونا لتشكيل الحكومة، وهي 109 مقاعد. ومن المفترض أن يعلن نداء تونس عن تشكيلة الحكومة بعد نتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 21 ديسمبر الحالي. وفي هذا الخصوص، أعلن 12 حزبا تونسيا، الجمعة، دعمهم لمرشح نداء تونس الباجي قائد السبسي، وأعلن ممثلون عن هذه الأحزاب تشكيل لجنة وطنية لمساندة حملته الانتخابية تضم عددا من الشخصيات العامة. وأكد قائد السبسي أنه سيسعى لإيجاد قواسم مشتركة بين برامج الأحزاب بحيث تضم الحكومة المقبلة أكثر من حزب، لكنه أشار إلى أن الأحزاب لن تكون جميعها ممثلة في هذه الحكومة. ومن أبرز الأحزاب التي أعلنت دعمها لقائد السبسي، أحزاب الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس والمبادرة والعمل الديمقراطي وجبهة المسار الديمقراطي الاجتماعي والحركة الدستورية وحركة الديمقراطيين الاجتماعيين. ومن جانبه، جدد المرزوقي الدعوة لمنافسه قائد السبسي لإقامة مناظرة تلفزيونية مباشرة، كان السبسي قد رفض إجراءها سابقا. وعن الأجواء العامة التي تدور فيها الحملة الانتخابية، قال عدنان منصر، مدير حملة المرزوقي، إن المرزوقي يتعرض لما وصفه بحملة تشويه ممنهجة من قبل بعض وسائل الإعلام، وأضاف في مؤتمر صحفي: ”في معظم الحالات عندما يقع الحديث عن المرزوقي، يقعُ الحديث عنه في غيابه أو غياب من يمثله. في حين يحتكر منافسنا بعض الفضاءات الإعلامية”، كما دعا منصر هيئات الرقابة ودائرة المحاسبات للتدقيق والتأكد من المصاريف الرئاسية في عهد المرزوقي الذي تعهد بالاستقالة إذا ما ثبت أي خرق للقانون.