تخلت شركة ”سوني بكتشرز” السينمائية رسميا عن عرض فيلمها الموسوم ب”المقابلة” في دور السينما، الذي كان من المقرر عرضه يوم 25 ديسمبر الجاري، والفيلم يحكي بشكل ساخر قصة زعيم كوريا الجنوبية. اتخذت الشركة قرارها هذا بسبب رفض معظم دور السينما عرض هذا الفيلم، وأشارت إلى أنها تأسف لتلك المحاولة الفظة لمنع إنتشار الفيلم وبالتالي تكبيد الشركة خسائر مادية كبيرة، رغم ذلك يمكن للشركة أن تؤمن انتشار فيلمها على شكل أقراص فيديو. يروي الفيلم قصة مغامرات صحفيين حصلا على إمكانية إجراء مقابلة مع الزعيم الكوري الشمالي الحالي كيم جونغ أون، وقبل الذهاب إلى كوريا الشمالية يتم تجنيدهما للعمل لحساب المخابرات الأمريكية، حيث يتلقيان منها أمرا باغتيال الزعيم الكوري. ونددت السلطات الكورية الشمالية بالفيلم بشدة وقالت أنه يظهر يأس الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي، أما النقاد الفنيون في الولاياتالمتحدة فلم يقدروا الفيلم تقديرا عاليا أيضا، حيث وصفوه بعمل سينمائي تافه. بعد نشر مقطع من هذا الفيلم في الأنترنت توعد قراصنة إلكترونيون مجهولو الهوية بالقيام بأعمال إرهابية أثناء أول عرض للفيلم في دور السينما. بعد تلك التهديدات رفضت كبريات الشبكات العشر لدور السينما الأمريكية عرض هذا الفيلم الذي عمل تلك الضجة الكبيرة. عبر مخرجون وممثلون في هوليوود عن غضبهم، بعدما ألغت شركة سوني بيكتشرز عرض الفيلم الكوميدي ”المقابلة”، الذي يتناول كوريا الشمالية، بسبب تهديدات من متسللين شنوا هجوما إلكترونيا كبيرا على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالشركة. وانتقد الممثلون بن ستيلر وستيفن كاريل وروب لوي والمخرج جود اباتو ومقدم البرامج التلفزيوني الأمريكي جيمي كاميل، وهم جميعا أصدقاء لنجمي الفيلم سيث روجين وجيمس برانكو قرار شركة سوني ودور العرض السينمائي إلغاء عرض الفيلم، وكتب الممثل لوي في تغريدة على موقع تويتر ”ربح المتسللون. حققوا انتصارا تاما ومطلقا.” وكتب كاميل في تغريدة على موقع تويتر: ”إن القرارعمل جبان غير أمريكي يضفي شرعية على الأعمال الإرهابية ويشكل سابقة مرعبة.، ووصف ستيلر -الذي اخرج فيلم (زولاندر) عام 2001 حول عارض أزياء يحاول اغتيال رئيس وزراء ماليزي- إلغاء عرض فيلم (المقابلة) بأنه تهديد لحرية التعبير”. من جهتها أدانت اليابانوكوريا الجنوبية هجوما إلكترونيا تعرضت له شركة سوني بيكتشرز وأنحت الولاياتالمتحدة باللائمة فيه على كوريا الشمالية، وقالتا إنهما ستتعاونان مع جهود دولية ضد الجريمة الالكترونية تلبية لطلب من واشنطن، ولم ترد حكومة الصين أكبر حليف لكوريا الشمالية بعد على الطلب الأمريكي لكن صحيفة حكومية صينية نددت بالفيلم الكوميدي وقالت إن الفيلم ينم عن تغطرس ولا معنى له، وكتبت صحيفة غلوبال تايمز التي تديرها صحيفة الشعب التابعة للحزب الشيوعي الصيني في مقالة افتتاحية نشرت اليوم أمس أن أي دولة متحضرة ترفض الهجمات الالكترونية أو التهديدات الارهابية، وأضافت في نسختها الصادرة باللغة الانجليزية ”لكن فيلما مثل المقابلة لا يدعو هوليوود والمجتمع الأمريكي للفخر، السخرية غير الأخلاقية من كيم ليست سوى نتيجة للغطرسة الثقافية الفارغة”. وسحبت سوني الفيلم بعدما اخترق متسللون شبكة الكمبيوتر الخاصة بها وسربوا آلاف الوثائق وأفلاما لم تعرض بعد في دور العرض السينمائي إلى الأنترنت، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي إن كوريا الشمالية مسؤولة عن الهجوم المدمر. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن كوريا الشمالية ربما تصرفت من تلقاء نفسها لكن واشنطن طلبت مساعدة اليابانوالصينوكوريا الجنوبية وروسيا في التصدي للهجمات من هذا النوع.