فور الإعلان عن النتائج الأولية للدور الثاني من الرئاسيات، الذي جرى أول أمس، أكد الفائز في هذا الاستحقاق الباجي قايد السبسي، أنه ”سيكون رئيسا لكل التونسيين” وأن انتخابه سيكون ”عبئا ثقيلا ومسؤولية كبرى”. وطمأن الرئيس المنتخب الشعب التونسي، في حوار تلفزيوني له، أن ”حزب نداء تونس لا يعتزم تكوين حكومة حزبية فقط”، وأن ”رئيس الحكومة القادمة لن يكون من وزراء الرئيس المخلوع بن علي السابقين، رادا بذلك على مخاوف عودة النظام السابق التي أعربت عنها بعض الأوساط في البلاد. وفاز مرشح حركة ”نداء تونس”، الباجي قايد السبسي، بنسبة 55.68 بالمائة في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، مقابل 44.32 بالمائة لمنافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي. وبشأن الاحتجاجات التي شهدتها بعض مناطق الجنوب التونسي على نتائج الانتخابات، اعتبر السبسي أنها ”ليست جريمة” ألا ينتخبه سكان الجنوب فهذا من ”جوهر الديمقراطية” وأنه ”لا يفرق بين من انتخبه ومن لم ينتخبه”، مؤكدا أنه ”شاهد على نضال الجنوبيين الذين قدموا الكثير من أجل الاستقلال وبناء الدولة”. من جانبه عبر المرزوقي عن انشغاله إزاء ”بعض التحركات غير السلمية في بعض المناطق في علاقة بنتائج الانتخابات”، مشددا على ”ضرورة تغليب المصلحة العليا للبلاد عن أي حسابات”، مشددا على ”المزيد من التآخي والتماسك والتسامح”. على الصعيد الدولي لقي هذا المسار الانتخابي ترحيبا واسعا عبرت عنه العديد من الدول والمنظمات الدولية على غرار الجزائر ومصر والولايات المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي. ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تهانيه للسبسي متمنيا له كل النجاح والتوفيق في مساعيه للعمل على تحقيق الآمال المشروعة والطموحات المستحقة لأبناء الشعب التونسي. نفس التهاني أعرب عنها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ورئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني للسبسي وللشعب التونسي على ”نجاح المسار الديمقراطي والتحول السياسي في البلاد”، إلى جانب إشادة كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية.