تمكنت ”جبهة النصرة”، أمس، من دخول بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو أربعة أعوام، قبل أن تنجح قوات الدفاع الموالية للنظام في صد الهجوم، كما ارتفع عدد ضحايا العاصفة الثلجية التي تجتاح منطقة شرق المتوسط إلى 11 شخصا، كلهم لاجئون سوريون، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع المعيشية داخل المخيمات التي تضم مئات الآلاف منهم. كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن جبهة النصرة تمكنت من دخول بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب اليوم، إثر معارك عنيفة مع قوات الدفاع الوطني، ذاكراً أن ”قوات الدفاع الوطني” تمكنت من صد الهجوم الذي قتل خلاله تسعة من المسلحين الموالين للنظام، وخمسة من ”جبهة النصرة” التي استخدمت أربع دبابات في هجومها. وأسفرت العملية الهجومية للثوار عن اغتنام مستودع ذخيرة بعد تجاوز خط الدفاع الأول عن البلدتين، تزامناً مع اقتحام بلدة نبل من الجهة الشرقية الجنوبية، كما دمروا دبابة لقوات الأسد، وسيارة بيك أب محملة برشاش عيار 14، ونسفوا العديد من المواقع التي تتحصن بها القوات النظامية. وتواصلت الاشتباكات ليلاً. العاصفة الثلجية تقتل 11 لاجئا سوريا ارتفع عدد ضحايا العاصفة الثلجية، التي تجتاح منطقة شرق المتوسط، إلى 11 شخصا، كلهم لاجئون سوريون، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع المعيشية داخل المخيمات التي تضم مئات الآلاف من اللاجئين. وأفادت مصادر طبية بأن من بين القتلى ثلاثة أطفال من عائلة واحدة لقوا مصرعهم تجمدا إثر انهيار عشرات الخيام على قاطنيها في مخيم للاجئين السوريين في منطقة حليمة على الحدود السورية قرب بلدة عرسال اللبنانية، كما قالت مصادر طبية بمدينة حلب إن مسنين اثنين توفيا نتيجة البرد القارس. حيث أصبحت مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال معزولة تماما عن العالم، فالثلج يحاصر نحو مائة ألف لاجئ يعيشون في درجات حرارة منخفضة لم يألفوها منذ لجوئهم إلى لبنان قبل أكثر من عامين، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود. وأضافت مصادر محلية أن عمليات الإغاثة في هذه المناطق تواجه صعوبة كبيرة بسبب حالة التجمد مع انخفاض درجات الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر، وصعوبة الوصول إلى اللاجئين في بعض المناطق التي تعتبر خارج الحدود اللبنانية وتقع تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية. مساعدة اللاجئين مسؤولية دولية من جانبها، قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، دانة سليمان، أن مسؤولية مساعدة اللاجئين السوريين ليست فقط على المفوضية والحكومة اللبنانية، بل تقع المسؤولية أيضا على عاتق المجتمع الدولي. وأضافت أن تقديم المساعدات لم يبدأ عند وصول العاصفة إلى لبنان، بل تم تقديمها منذ أشهر، لكن المسؤولية لا تتحملها المفوضية والحكومة اللبنانية فحسب، بل يتحملها المجتمع الدولي ودول الخارج التي باستطاعتها أن تؤمن واقعا أفضل للنازحين السوريين. وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، علي بيبي، أن العاصفة القطبية ”هدى” التي تجتاح الأردن، خلال الأيام الحالية، حدت بشكل كبير من اللجوء السوري إلى الأردن. وأضاف أن المفوضية والسلطات الأردنية تنتظران خلال ساعات وصول الطائرة الثالثة من المساعدات الشتوية التي أرسلتها دولة الإمارات للاجئين السوريين في المنطقة ومن ضمنها الأردن.