بدأت تتعافى أسعار النفط بعد الارتفاع الملحوظ حيث أنهت أسعار النفط للعقود الآجلة الأسبوع على ارتفاع لتتوقف سلسلة خسائر استمرت سبعة أسابيع، مع صعودها أمس الأول بدعم من مشتريات لتغطية مراكز مدينة بعد تقارير إيجابية. لقيت أسعار النفط مزيدا من الدعم حسب تقرير جامعة ميشيجان، أظهر ارتفاع معنويات المستهلكين في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوى في أكثر من عشر سنوات، بفضل انخفاض أسعار البنزين ومكاسب الوظائف، واعتبر محللون التقرير علامة مبشرة بشأن مسار أكبر اقتصاد في العالم. وصعدت عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم فبراير 2.44 دولار أو ما يعادل 5.28 بالمائة لتسجل عند التسوية 48.69 دولاراً للبرميل. وارتفعت عقود خام برنت تسليم مارس 1.90 دولار أو 3.94 بالمائة إلى 50.17 دولاراً للبرميل. وبرغم مكاسب النفط هذا الأسبوع، فإن محللين يستبعدون أن تتعافى الأسعار بقوة قريباً، في ظل تخمة في المعروض العالمي أمام ضعف الطلب. وقال مختصون نفطيون في تصريحات لجريدة ”الاقتصادية” السعودية، إن أسعار النفط بدأت تقترب من مرحلة التعافي بالرغم من استمرار مشكلة الفائض في التأثير على الأسواق، لكنهم توقعوا حدوث ذلك مع بداية النصف الثاني من العام الجاري. ومن جانبه، قال فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن سوق النفط الخام يقترب من مرحلة التعافي والاستقرار بعد موجة طويلة من الانخفاضات بدأت في جوان الماضي، لافتا إلى تقرير وكالة الطاقة الذي يؤكد أن السوق قد تواصل نزولها قبل تعافيها لكن توجد علامات بالفعل على أن انخفاض الأسعار بدأ في الحد من الإنتاج في بعض المناطق ومن بينها أمريكا الشمالية. وأضاف ديبيش أن تقلص بعض المنتجين الجدد سيكون إيجابيا دون شك على مستوى الأسعار والطلب على النفط في العالم، مشيرا إلى أهمية استعادة السوق توازنه وانسحاب المنتجين ذوى التكلفة المرتفعة، وهو ما حدث بالفعل، حيث تم تجميد بعض الإنتاج وبعض الاستثمارات في الولاياتالمتحدة بعدما انخفض سعر البرميل إلى أقل كثيرا من تكلفة الإنتاج. وذكر ديبيش أنه لا توجد معلومات دقيقة عن الحد الأدنى الذي ستصل إليه السوق، مشيرا إلى أن تقارير اقتصادية أكدت أنه ربما لا يكون هناك تعافٍ وشيك للأسعار، وأن أغلب التوقعات تصب في اتجاه استعادة التوازن في السوق الذي قد يبدأ في النصف الثاني من العام الجاري. واعتبرت المحللة البلغارية، بيتيا إيشيفا، أن فنزويلا قادت عديدا من الاتصالات الناجحة على مدار الأيام الماضية من خلال جولة رئاسية في الصين وروسيا وإيران وقطر والسعودية والجزائر، لافتة إلى أن بعض الدوائر الاقتصادية اعتبرتها حملة دبلوماسية من قبل كراكاس وطهران لخفض إنتاج ”أوبك”. ومن جانب آخر، ذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك”، أن سعر السلة الذي يضم 12 خاما للدول الأعضاء سجل 43.14 دولار للبرميل الخميس مقابل 41.65 دولار للبرميل في التعامل السابق في أول ارتفاع ملحوظ منذ سلسلة الانخفاضات الحادة التي حدثت منذ صيف 2014 واستمرت مع بداية العام الجديد. وهوت أسعار النفط نحو 60 في المائة منذ جوان الماضي مع ارتفاع الإنتاج في أنحاء العالم ليفوق الطلب، في وقت يشهد ضعفا في النمو الاقتصادي العالمي. وأنهت أسعار النفط للعقود الآجلة الأسبوع على ارتفاع، لتتوقف سلسلة خسائر استمرت سبعة أسابيع مع صعودها، أمس الأول، بدعم من مشتريات لتغطية مراكز مدنية بعد تقارير إيجابية. وبالرغم من مكاسب النفط الأسبوع المنصرم، إلا أن محللين يستبعدون أن تتعافى الأسعار بقوة قريبا في ظل تخمة في المعروض العالمي أمام طلب ضعيف. في مقابل ذلك، جاءت توقعات متشائمة صدرت عن مؤسسة ”ميريل لينش” المصرفية، تشير إلى احتمال تراجع سعر برميل النفط إلى 31 دولارا قبل الأول من أفريل المقبل، إضافة إلى توقعات أخرى صدرت عن شركة ”لوك أويل” النفطية الروسية بتراجع أسعار النفط إلى مستوى 25 دولارا للبرميل.