الحكومة تترقب بحذر والسعودية ترفض طلب الجزائر مجددا عرفت أسعار النفط أمس انتعاشا طفيفا بعد وصولها إلى أدنى مستوياته بعد هبوطه تحت سقف 50 دولارا، حيث أنهت أسعار النفط للعقود الآجلة الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي على ارتفاع، لتتوقف سلسلة خسائر استمرت سبعة أسابيع مع صعودها يوم الجمعة الماضي، بدعم من عدة تقارير إيجابية خاصة ولقيت الأسعار دعما قويا من تقرير لوكالة الطاقة الدولية التي أكدت أن الأسعار المنخفضة بدأت تقيد الإنتاج في بعض المناطق. وقالت وكالة الطاقة العالمية إن السوق التي واصلت نزولها خلال الأيام الأخيرة بدأت في استعادة تعافيها، مرجعة الأمر إلى وجود علامات بالفعل على أن انخفاض الأسعار بدأ في الحد من الإنتاج في بعض المناطق، من بينها أمريكا الشمالية، حيث قالت الوكالة في تقريرها الشهري الذي صدر يوم الجمعة "لا أحد يعلم الحد الأدنى الذي ستصل إليه السوق، لكن الهبوط له تأثير... ربما لا يكون تعافي الأسعار وشيكا ما لم تحدث أي تعطيلات كبيرة لكن تزايد العلامات يشير إلى أن المسار سيتغير"، قبل أن تضيف أن "استعادة التوازن (في السوق) قد تبدأ في النصف الثاني من العام"، وهو ما اعتبره المحللون علامة مبشرة بشأن مسار أكبر اقتصاد في العالم، لترتفع بذلك أسعار عقود خام برنت تسليم مارس بحوالي 1.90 دولار أو 3.94 بالمائة، لتنهي التعاملات عند 50.17 دولار للبرميل، وترتفع اسعار عقود الخام الأمريكي الخفيف التي تسلم في فبراير بحوالي 2.44 دولار أو ما يعادل 5.28 بالمائة لتسجل عند التسوية 48.69 دولار للبرميل، أسعار النفط العالمية قفزة كبيرة أمس بعد إعلان النرويج وعدد من الشركات العالمية عن توقعات بانخفاض حاد في الاستثمارات النفطية، في وقت رجحت فيه منظمة أوبك تراجع نمو النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. من جهتها، أفادت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن انخفاض عدد منصات النفط البحرية التي تستخدمها الشركات النفطية الأمريكية، حيث أكدت أن تراجع الأسعار سيجبر هذه الأخيرة على إيقاف العمل في المزيد من منصات النفط البحرية، حيث ذكرت في هذا الاطار أن عدد أجهزة الحفر البحرية التي تستخدمها الشركات الأمريكية لاستخراج النفط انخفض من 1575 جهازا في بداية شهر ديسمبر 2014 إلى 1366 في منتصف الشهر الجاري، وهو ما يؤكد المحللون أنه دليل فعلي على أن كفة منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تصبح الراجحة في الصراع على حصة في سوق النفط، حيث يعترف الخبراء الأمريكيون أن "استراتيجية أوبك تفعل فعلتها". فرغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الدول المنتجة للنفط في "أوبك"، إلا أن تراجع الأسعار يسبّب للشركات المنافسة الأمريكية خسائر كبيرة تدفعها لتعطيل مشاريعها، ويمكّن "أوبك" بالتالي من الحفاظ على حصتها، في نظر المحللين وهو ما سيؤكده إنتاج الولاياتالمتحدة في منتصف العام الجاري عندما يتوقف نمو إنتاج النفط الصخري في أمريكا. من جهة أخرى، قالت بعض التقارير الإعلامية السعودية إن المنظمة رفضت طلبا جديدا تقدمت به الجزائر مجددا لتخفيض الانتاج واستيعاب الفائض حاليا والمسبب لانخفاض أسعار النفط رفقة فنزويلا التي تسعى كذلك للحد من الخسائر التي لحقت اقتصادها بالتحالف مع الجزائر وروسيا لمحاولة إقناع دول الخليج بتقليص الحصص الانتاجية للأوبك وهوما ترفضه الأخيرة إلى حد الساعة.