أجبر سوء الأحوال الجوية الذي ساد شرق الوطن عموما وولاية عنابة على الخصوص، غالبية قاطني السكنات الهشة والآيلة للسقوط على مغادرة هذه الأخيرة للإقامة عند الأقارب والأصدقاء إلى حين تحسن الطقس مجددا. تحولت المدينة القديمة وبعض الأحياء المجاورة لها إلى أماكن مهجورة نتيجة خلو مساكنها المهترئة من قاطنيها، جراء الرياح العاتية البالغة سرعتها 70 كيلومتر في الساعة، والتي كانت وراء سقوط عديد الجدران المتآكلة لعمارات يعود تاريخ البعض منها للحقبة العثمانية. سقوط الأمطار المصحوبة بالرياح تسبب في تحرك غالبية السكنات التي أكد ديوان ترميم المدينة القديمة، أو ما يصطلح على تسميته بديوان أوكرافا، على ضرورة الإزالة الفورية لما نسبته أكثر من 50 بالمائة منها، لتشكيلها خطرا على حياة المقيمين بها، وذلك منذ سنة 2009 تاريخ انهيار بناية بحي بلاص دارم، ما أدى إلى سقوط ثلاث ضحايا من عائلة واحدة. السيناريو المرعب عاد للأذهان والسكان سرعان ما أخلول منازلهم هرربا من الموت تحت الأنقاض، منذ بداية الأسبوع الجاري تاريخ اشتداد قوة الرياح التي زرعت الرعب والخوف عبر الأحياء العتيقة، والتي كانت محل انهيار في العديد من المناسبات العادية فما بالك في ظل الظروف الجوية الصعبة الحالية. من جهة أخرى تجدر الإشارة أن مصالح الحماية المدنية كانت قد أحصت 191 تدخل خلال ليلة واحدة غالبيتها من أجل ضخ مياه الأمطار التي غمرت منازل أحياء لاكولون وبرمة الغاز. تجدر الإشارة أن نفس الوضع عاشه سكان البيوت الفوضوية الذين اصطدموا باقتلاع الرياح لأسقف منازلهم، وسقوط الأشجار، إلى جانب الانزلاقات الخطيرة للتربة الطينية المتواجد عليها أكثر من 2000 كوخ قصديري موزع على بلديتي عنابة وسط والبوني. في هذا السياق أكد المعنيون من سكان المدينة القديمة والبيوت الفوضوية خروجهم في احتجاجات للمطالبة بترحيلهم لأنه تم إحصاؤهم ضمن المتضررين سنة 2007، ما يعني الاستفادة الشرعية لهم من مسكن اجتماعي يقيهم برد الشتاء الذي أكدت مصالح الأرصاد الجوية استمراراه لأيام أخرى.