يترقب قاطنو الحي القصديري ببلدية وادي السمار، تحرك مصالح زوخ ومنح الضوء الأخضر من أجل تخليصهم من حياة البؤس التي يعيشون بها لأزيد من 20 سنة في ظل الوعود المتكررة للمسؤولين بترحيلهم خلال كل عملية تباشرها السلطات الولائية. لايزال سكان الأحياء القصديرية حي زوقاري المعروف ب”الحفرة” العاليا وسليبة، ينتظرون حقهم من عملية الترحيل في ظل عدم استفادة منطقتهم لحد كتابة هذه الأسطر من أي كوطة سكنية، خاصة بعد تصريحات المسؤول الأول عن عاصمة البلاد عن مباشرة مصالحه بإدراج البلديات غير المستفيدة من شقق الكرامة، بهدف تحقيق التوازن الاجتماعي، الأمر الذي دفع بأغلب الأحياء إلى الاستعداد الكامل بجمع أمتعتهم وانتظار أوامر الترحيل وتخليصهم من ”الأميونت” التي لازمتهم. وصرح بعض السكان الذين التقتهم ”الفجر” أنهم يتطلعون لتحقيق حلمهم في الالتحاق بسكنات اجتماعية لائقة بعد سنوات من الانتظار، بعدما باشرت الدولة مخططها في القضاء على البيوت القصديرية والبناءات الفوضوية في العديد من مناطق العاصمة في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، ما أدى إلى ظهور مختلف الأمراض والآفات الاجتماعية التي زادت من معاناتها. وفي ذات السياق، وجهت العائلات المقيمة بالأحياء السالفة الذكر نداء استغاثة عاجلة للسلطات المعنية قصد التدخل لانتشالهم من تجرع مرارة البؤس والحرمان نتيجة الظروف القاسية التي أصبحت - حسبهم - لا تحتمل ولا تطاق مع الأمطار الطوفانية التي قلبت حياتهم إلى جحيم بسبب سياسة التماطل والتجاهل المنتهجة ضدهم. كما أن أغلبية المتحدثين عن سبب تأجيل ترحيلهم وإقصائهم منذ 16 عملية متتالية منذ شهر جوان الفارط، خاصة أن حي الحفرة يقبع الى حد خط السكة الحديدية وبمحاذاة الوادي الذي بات يشكل خطرا بيئيا وصحيا يهدد حياتهم وحياة أطفالهم بالدرجة الأولى، ناهيك عن انتشار مختلف الآفات الاجتماعية التي كان سببها الرئيس تفشي شبح البطالة التي أفاضت الكأس والأرضية الخصبة لتناميها، فأصبح بيع المخدرات و استهلاكها منعرجا مشجعا للانحراف واللاأمن.. ويعتبر حي ”الحفرة” القصديري، كما هو معروف لدي قاطنيه، إلا عينة لمعاناة بقية الأحياء الفوضوية الموزعة عبر أحياء البلدية السالفة الذكر.