لا يزال سكان بعض أحياء بلدية وادي السمار، ينتظرون الفرج بترحيلهم إلى سكنات لائقة، أو تسوية وضعيتهم السكنية أو تهيئة بيوتهم. ومنهم أصحاب العمارات الآيلة للسقوط، وأولئك الذين يعيشون في البيوت القصديرية، التي لا تستجيب لأدنى الشروط الصحية. وصرح بعض سكان العمارات الآيلة للسقوط، في حديثهم ل« المساء”أنهم أصبحوا يعيشون حالة خوف، جراء الحالة التي أصبحت عليها سكناتهم، والناتجة عن امتلاء أقبيتها بالمياه الملوثة كلما تهاطلت الأمطار، إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة، من قنوات الصرف الصحي، التي تسبب في انتشار الحشرات الضارة، ما يجعل حياتهم عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية والصدرية، وحتى الجلدية التي لم يسلم منها أطفال المنطقة. ومن بين البنايات الهشة ببلدية وادي السمار، تلك المتواجدة بكل من حيي لالا فاطمة نسومر والمنظر الجميل، التي تعود معظمها للحقبة الاستعمارية، ليبقى خطر انهيارها يشكل مخاوف قاطنيها. وفي هذا الشأن صرح بعض قاطني حيي فاطمة نسومر والمنظر الجميل، أنهم في كل مرة يطالبون مصالح البلدية بترميم منازلهم، الآيلة إلى السقوط، حيث تشهد تصدعات وتشققات كثيرة، إلا ّأنهم يقابلون برد سلبي وأحيانا باللامبالاة. ويطالب أصحاب البيوت الهشة، ومنها الحيين المذكورين السلطات المحلية، بضرورة تسوية وضعيتهم السكنية، بعدما أكدوا أنهم أودعوا ملفات طلب التسوية العقارية لسكناتهم ببلدية وادي السمار، متسائلين عن أسباب تأخر الإجراءات، في وقت وُعدوا بتسوية الوضع في القريب العاجل، إلّا أنهم لم يشهدوا أي تغيير لحد، الآن وأعرب البعض الآخر، عن انتقادهم والتماطل الذي صحب عملية تسوية ملفات السكن، في وقت وعدوا فيه بالحلول العاجلة، من أجل إتمام عملية البناء التي تستدعي ترخيصا من طرف السلطات المعنية، التي جمدت عند بعض المواطنين وعند العديد من الأحياء، على غرار حوش المير، الأمر الذي جعلهم يبقون قاطنين في بنايات ضيقة، لا تتسع لعدد أفرادها. من جهتهم يناشد أصحاب البيوت القصديرية المنتشرة ببلدية وادي السمار،السلطات المحلية التدخل العاجل وانتشالهم من الخطرالمحدق بهم، جراء مكوثهم في بيوت غير لائقة، وتشكل ديكورا مقرفا للبلدية. وأفاد سكان الأحياء القصديرية بوادي السمار، أنهم يعيشون منذ فترة طويلة في وضعية حرجة، والتي تعرفها معظم أحياء البلدية التي لم تستفد لسنوات طويلة من المشاريع السكنية، لذا يناشد قاطنو البيوت القصديرية مسؤولي البلدية، ضرورة ترحيلهم وترميم منازلهم قبل فوات الأوان، خاصة وأن خطر الانهيار وفيضان الوديان، بات يهدد حياتهم بحلول فصل الشتاء. ومن بين هذه الأحياء، الحي القصديري “الحفرة” الذي يواجه أصحابه وضعية صعبة، بسبب تواجده بمحاذاة الوادي٫. من جهته يشكل حي “ساليبا” خطرا على قاطنيه، بسبب تواجده بمحاذاة محطة القطار. البلدية تقر بالمشكل وتوضح من جهته قال الأمين العام لبلدية وادي السمارفي اتصال هاتفي، أن البلدية تقر بوجود مشكل سكن في المنطقة، مشيرا إلى أن مصالح بلدية وادي السمار، أحصت حوالي 1600 بيت قصديري، تتوزع على أربعة مواقع هي “ساليبا، العاليا، السمار، زوقاري “وقد لجأت هذه العائلات إلى بناء سكنات فوضوية، لا تخضع لأي مقياس تقني أو هندسي، بعد أن واجهت أزمة السكن، مؤكدا على أن هذه العائلات سيتم ترحيلها لاحقا للقضاء نهائيا على البيوت القصديرية التي شوهت النسيج العمراني للبلدية، نظرا للطريقة التي يعتمد عليها في إنجاز مثل هذه السكنات، وعملية الترحيل ستتم بالتنسيق مع ولاية الجزائر، وستمس جميع الأحياء المعنية ماعدا “الحفرة” التابع لمصالح أخرى. أما بخصوص البنايات الهشة، فقال مصدرنا “أنه سيتم إنشاء شبكة جديدة للمياه الصالحة للشرب بحي ساليبا، وكذاتجديد شبكة الإنارة العمومية بالشارع المركزي للمكان الجميل.وأضاف أن مشكل العقار ببلدية السمار،لايزال قائما كون المنطقة تتميز بطابعها الفلاحي،الأمرالذي أدى بنا إلى التفكير في إيجاد البديل، من خلال شراء أراضي للبناء أو شقق جاهزة لفائدة السكان، الذين يعانون من أزمة السكن، وحضرنا ملفا في هذا الشأن ونحن في انتظارالرد الإيجابي لإنهاء جميع الإجراءات الإدارية، للبدء في المشروع” يضيف المصدر.