تمخض عن شغورالعديد من المناصب السامية في ولاية عنابة، انسداد مقلق عبر عديد البلديات، حيث أن الولاية لم تعرف تنصيب رئيس دائرة لبلدية وسط عنابة منذ سنة ونصف كاملة، إلى جانب عدم تنصيب وال جديد خلفا للسابق الذي وافته المنية منذ أكثر من شهرين كاملين. واقع التسيير الإداري المتذبذب عبر عنه العديد من إطارات الدولة وكذا مواطني الولاية، الذين أصبحوا يرون مستقبل التنمية في عنابة مهددا، والبعض الآخر أصابه اليأس المزمن جراء العجلة التنموية التي إما أنها تدور عكس التيار لصالح أطراف معينة، أو أنها متوقفة إلى إشعار آخر، وهو الأمر الذي تترجمه عديد المشاريع التي انطلقت سنة 2005 ولم يتم تسليمها إلى اليوم، على غرار مستشفى مرضى السرطان الذي لم يتم وضع الرتوشات الأخيرة عليه، ناهيك عن قضية التجهيزات الإشعاعية التي لم يتم حلها إلى حد الآن، وهو الأمر الذي سيرشح تأخير تسليم المشروع الذي سبق أن أكد وزير الصحة تسليمه بداية السنة الجارية كأقصى تقدير. وإلى جانب مستشفى مرضى السرطان، يراوح مشروع المطار الجديد مكانه هو الآخر، مثلما يرواح مشروع مركب الكرابس الرياضي قبالة أعالي بلدية سرايدي مكانه، كما تبقى مشاريع تم إعلان إسنادها لمكاتب دراسات مجرد كلام لم يرق لدرجة الحبر على الورق، على غرار مشروع الترامواي، والجامع الكبيرة، مع القطب الصحي في بلدية البوني، وعديد الهياكل الخدماتية الأخرى، ما يؤكد الفوضى العارمة التي تعم مختلف الهياكل الإدارية التي تتخبط في إشكالات إدارية لا نهاية لها، آخرها كان إرسال جميع جوازات السفر البيومترية لمواطني عنابة إلى الجزائر العاصمة لإنهائها. ووسط الغموض المطبق الذي يعم ولاية عنابة بخصوص إنهاء إشكال شغور المناصب السامية، يبقى حل التعيين بالنيابة الأمر السهل لضمان السيطرة على الوضع الذي أصبح مقلقا، خصوصا مع تجدد احتجاجات سكان الأحياء الفوضوية وعمال المجمعات الصناعية، إضافة إلى واقع التنمية الذي يعاني من عديد العقبات التي تفتعلها مافيا العقار على الخصوص، لم تمكن التحقيقات الأمنية ولا تقارير اللجان الوزارية من ردعها أو توقيفها إلى حد الان.