قتلت مجموعة إرهابية أربعة عناصر من الحرس التونسي في هجوم مسلح بمدينة بولعابة، بولاية القصرين، على الحدود مع الجزائر، في أول تحد أمني للرئيس الباجي قايد السبسي. لقي أربعة عناصر من الحرس التونسي مصرعهم في ”هجوم إرهابي” استهدفهم ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، قرب الحدود مع الجزائر، حسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية التي أوضحت في بيان مقتضب أنه ”استشهد أربعة أبطال من وحدات الحرس الوطني إثر هجوم إرهابي في مدينة بولعابة بولاية القصرين”. وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، أمس، أنّ مجموعةً تضمّ 20 عنصرا إرهابيا، اعترضت في حدود منتصف ليل الأربعاء، دورية أمنية للحرس الوطني في منطقة بولعابة، محافظة القصرين، ما أسفر عن مقتل 4 من عناصر الحرس، مؤكدا في مؤتمر صحافي أن المجموعة الإرهابية قامت بالسطو على أسلحة العناصر بعد اغتيالهم، واعتبر أنّ ”هذا الهجوم الإرهابي هو محاولة للانتقام من جملة النجاحات التي حققتها الوحدات الأمنية مؤخرا، إذ تمّ تفكيك العديد من الخلايا النائمة، والقبض على أعداد كبيرة من العناصر التابعة للتنظيمات المتطرفة”. وتقع بولعابة، قرب جبل الشعانبي، الذي يتميز بتضاريسه الوعرة، ويمتد على مساحة 100 كلم مربع، بينها 70 كلم تغطيها الغابات، حيث تعتبر المنطقة معقلا لأكبر جماعة إرهابية في تونس، وهي كتيبة عقبة بن نافع، المرتبطة بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ... الباحث التونسي الجلولي: ”عملية القصرين معزولة للفت النظر لا غير” وسألت ”الفجر” الباحث السياسي التونسي الدكتور سامي الجلولي، المتخصص في العلوم السياسية والمقيم في سويسرا، عن خلفيات عودة العمليات الإرهابية إلى تونس بعد هدوء نسبي، حيث قال إنه ”أعتقد أن هذه العملية كغيرها من العمليات تبقى معزولة للفت النظر لا غير، فالوضع في تونس غير الوضع في ليبيا أو سوريا، ففي تلك الدول هناك حرب، أما في تونس فالعمليات شبيهة بالتي كانت تحدث بالجزائر في التسعينيات أو حتى من حين لآخر”، حسب قوله. وتابع المتحدث بأن هذه العمليات المتمثلة في الكمائن تأتي كرد فعل على الضربات الأمنية التي حدثت في تونس خلال العشرة أيام الأخيرة، من تفكيك لجماعات إرهابية، كما تبرهن بشكل جيد أن تلك التنظيمات باتت ضعيفة، خاصة إذا ما قورنت بعمليات سابقة في تونس أو حتى في الجزائر. من جانبه كمال الشارني، المحلل السياسي التونسي، أوضح أن مقتل 4 رجال من الأمن التونسي في عملية إرهابية، يعتبر أول تحد أمام الحكومة الجديدة، في ظل حصار قوي تفرضه قوات الشرطة والجيش على المناطق التي تتواجد بها الجماعات الإرهابية، مضيفا في تصريح صحفي، أن كتيبة عقبة بن نافع، هي المسؤولة عن مقتل أفراد الأمن التونسيين، على بعد 10 كلم من الحدود التونسيةالجزائرية، في محاولة لإثبات تواجدها، وأشار إلى أن الجيش التونسي أعلن حالة الاستنفار القصوى، تحسبا لاقتراب تنظيم ”داعش” الإرهابي من الحدود التونسية. ... فرار 600 إرهابي إلى الصحراء الليبية والنيجر في ذات السياق، ذكر تلفزيون تونس في تقرير له، أن نحو 600 إرهابي كانوا يتمركزن في صحراء غدامس، غرب ليبيا، قرب المثلث الحدودي مع الجزائروتونس، فروا أمس الأول، نحو الصحراء الليبية وبعضهم انتقل إلى النيجر، لتفادي الوقوع تحت طائلة القصف الجوي للطائرات المصرية أو الغربية التي قد تشارك في الحرب الجوية ضد التنظيمات الإرهابية في ليبيا على خلفية إعدام التنظيم ل21 مصريا. وأشار التقرير إلى أنه من بين الفارين الذين غيروا مواقعهم، مختار بلمختار، زعيم كتيبة المرابطين، وبرفقته مجموعة من أتباعه، وكذا أبوعياض التونسي، زعيم ما يسمى بتنظيم أنصار الشريعة الإرهابي في تونس، وعددا آخر من الإرهابيين الجدد الذين كانوا في معسكرات تدريب بالمنطقة، حيث كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في تونسوالجزائر.