كشف البروفيسور أحمد بن ديب، عميد المختصين في سرطان الثدي وطنيا والمشرف على عملية الكشف المبكر عن هذا الداء بالجزائر، بباتنة، أن نتائج التجربة النموذجية للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالوسط المؤسساتي، ستعرض آخر مارس المقبل بولاية سطيف، خلال لقاء علمي طبي سيحضره مختصون في الميدان وطنيون وأجانب. وسيتم بالمناسبة - يضيف ذات الأخصائي الذي حل بباتنة مع قافلة الوحدة المتنقلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي - عرض ما توصلت إليه القافلة الطبية بوحدتها المتنقلة للكشف المبكر عن هذا المرض الخبيث، وفق الاتفاقية التي أمضتها المديرية العامة لمؤسسة اتصالات الجزائر السنة الماضية مع الجمعية الوطنية ”الأمل” لمكافحة السرطان، والتي جابت إلى حد الآن ولايات وسط وغرب البلاد وشرق البلاد، وحطت الرحال بباتنة. والهدف من هذه العملية هو التشخيص المبكر للداء في أوساط النساء اللواتي تعدى سنهن الأربعين، يوضح البروفيسور بن ديب، الذي أكد أن ”50 بالمائة من حالات سرطان الثدي التي تصلنا إلى المستشفيات بالجزائر تكون في المرحلتين الثالثة والرابعة من المرض، وهي مراحل متقدمة تكون نتيجة الشفاء فيها ضعيفة جدا”. وأوضح ذات البروفسور بأن السعي جار من خلال الوحدة المتنقلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، سواء في الخلايا المنتجة للحليب ويصيبها عادة الداء بنسبة 20 بالمائة أو القناة الناقلة للحليب، والتي يصيبها المرض بنسبة 80 بالمائة، حيث يبقى الداء في المرحلتين في فترة سبات تدوم 8 سنوات - يضيف البروفيسور بن ديب - مؤكدا أن العلاج في هذه المراحل الأولى غير مكلف ويقتصر على استئصال الورم ونسبة شفاء تصل فيه إلى 98 بالمائة. ونوه ذات الطبيب الأخصائي بمؤسسة اتصالات الجزائر التي كانت السباقة إلى خوض هذه التجربة بالجزائر مع جمعية ”الأمل” لمكافحة السرطان، قائلا:”أتمنى أن تتبنى باقي المؤسسات الأخرى بالجزائر، لاسيما الكبرى، هذه الفكرة ونحبذ لو يتم توفير مركز للكشف المبكر عن المرض بكل مؤسسة. وسنتكفل نحن بالتكوين حتى تعمم العملية على المستوى الوطني”. ولم تخف رئيسة جمعية ”الأمل” لمكافحة السرطان، حميدة كتاب، أن ”العملية تسير الى حد الآن بنجاح سواء من حيث إقبال عاملات اتصالات الجزائر أو عمليات الكشف التي أثبتت إلى حد الآن تسجيل 7 إصابات في كل 1000 حالة تشخيص، وهي حالات قليلة ويتم التكفل بها من طرف الطاقم الطبي للقافلة”. وأكدت السيدة كتاب أن ”المرجو من الحملة التي استجابت لها مؤسسة اتصالات الجزائر وكانت تجربة نموذجية في الجزائر كونها تدخل في إطار مؤسساتي هو ترسيخ الثقافة الصحية عند المرأة، لاسيما أن الجزائر تسجل سنويا 7 وفيات في أوساط النساء المصابات بسرطان الثدي، واللواتي يصل عددهن الى 3500 امرأة، وهو رقم بالإمكان تفاديه بعملية الإقبال على الكشف المبكر”. وستتولى القافلة التي تضم مختصين في الميدان الكشف بأجهزة جد حديثة عن العاملات باتصالات الجزائر ناحية باتنة، التي تضم ولايات باتنة وبسكرة وخنشلة وتبسة في الفترة من 22 إلى غاية 25 فيفري الجاري، بغية الكشف المبكر عن حالات سرطان الثدي والوقاية منه.