تم الشروع أمس انطلاقا من بسكرة في تنفيذ التجربة النموذجية الأولى وطنيا للوحدة المتنقلة لتشخيص سرطان الثدي في أجواء مفعمة بالتحدي لاستئصال الداء، وتنجز هذه العملية بالتعاون بين وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وجمعية “الأمل” لمساعدة المرضى المصابين بداء السرطان الكائن مقرها بالجزائر العاصمة، حسب ما أفادت به رئيسة الجمعية “حميدة كتاب” التي أكدت بأنه يرتقب تعميم التجربة تدريجيا عبر ولايات الوطن. وتستهدف هذه المبادرة بالأساس تمكين فئة الإناث القاطنات في الوسط الريفي والمناطق النائية بإقليم ولاية بسكرة من إجراء فحوصات طبية مختصة للكشف المبكر عن سرطان الثدي والاستفادة من الرعاية الطبية بكفاءة رفيعة في حالة الضرورة وفقا لنفس المصدر، ويكمن دور هذه الوحدة في مساعدة المرأة الريفية على الاستفادة من خدمات صحية جوارية انطلاقا من الفحص المبكر لسرطان الثدي وكذا تجنب أعباء التنقل إلى المدن الكبرى للحصول على هذه الخدمة بما في ذلك ضرورة ضبط مواعيد مسبقة وفوق ذلك أنه في حالة الكشف عن حالة سرطانية يكون استئصال الورم وليس الثدي حسب ذات المصدر. وأشار منظمو هذه المبادرة إلى أن العديد من النساء المنحدرات من العالم الريفي لدى توجههن إلى المؤسسات الاستشفائية يوجدن ”في حالة مرضية متقدمة” بحيث يتعذر تقديم العلاج الناجح لهن، معتبرين أن الوحدة المتنقلة كفيلة بمعالجة هذه الوضعية. وأوضح من جهته المدير الولائي للصحة والسكان “محمد فلاح” بأن برنامج هذه الوحدة يهدف إلى إتاحة فرصة الكشف عن سرطان الثدي لفائدة 80 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و69 سنة، مشيرا إلى أن مباشرة النشاط يكون بدءا من عاصمة الولاية على أن يغطي مجموع البلديات ال33 بصفة تدريجية. وتضم هذه الوحدة حسب الشروح المقدمة بعين المكان شاحنة طبية مهيأة بها عدة أقسام على غرار فضاء الاستقبال وجناح الفحص العيادي وقاعة الكشف بالأشعة (ماموغرافيا) مع وجود طاقم طبي متعدد الاختصاصات وأعوان شبه طبيين. وزيادة على إعطاء أشارة التشغيل الفعلي للوحدة بمستشفى “بشير بن ناصر” من طرف السلطات المحلية بحضور رئيسة جمعية “الأمل” و وفد طبي من مركز بيار وماري كيري لمكافحة داء السرطان بالجزائر العاصمة يقوده البروفسور أحمد بن ديب جرت أيضا معاينة مصلحة السينولوجيا وأمراض الثدي بنفس المؤسسة الاستشفائية العمومية. وتتكون هذه المصلحة من 16 غرفة بمجموع 32 سريرا و يتولي بها طاقم طبي مؤهل التكفل بالمريضات بسرطان الثدي خاصة في مرحلة ما بعد الخضوع للعملية الجراحية وفقا للشروح التي قدمها في الموقع مدير المؤسسة عبد الغني بن اسماعين، واعتبر من جهته والي الولاية مسعود جاري أن استحداث هذه المصلحة وكذا جلب الوحدة المتنقلة لتشخيص سرطان الثدي ثمرة تكاثف جهود متواصلة لمدة سنة لعدة فاعلين من إدارة و مجتمع مدني مشيرا إلى أن تلك المكاسب من شأنها التصدي للداء وضمان أفضل تكفل للمرضى بالمنطقة.