كشفت مصادر عليمة أن ميناء عنابة سيشهد ارتفاعا قياسيا في حجم نشاطه جراء استحداث مناطق استغلال جديدة لمادة الفوسفات عبر ولايتي سوق اهراس وتبسة، ما سيساهم بشكل فعال في الارتفاع النسبي لحركة النقل عبر ميناء ولاية عنابة. يشكل هذا الأخير القلب النابض لقطبين صناعيين في ولاية عنابة، وهما الحجار وفرفوس، اللذين يعتمدان بشكل مهول على مساحات معتبرة إلى جانب خطوط سكة حديد في قلب الميناء، تسهلان حركة نقل حمولات الحديد الصلب والفوسفات على السواء داخل تراب الوطن وخارجه عبر البواخر. وارتفاع نشاط الميناء سيعود بشكل إيجابي هذه المؤسسة الحيوية من خلال ارتفاع عائداته المالية التي ستشهد انتعاشا نوعيا، عقب رفع وتيرة النشاط الذي كانت قد عرفت نسبته ذات الارتفاع السنة الفارطة بأكثر من 9 بالمائة، نتيجة وضع الميناء الجاف بمنطقة العلاليق ببلدية البوني، والذي يمتد على مساحة أكثر من 4 كيلومترات، حيز الخدمة لاستقبال الحاويات الفارغة، علما أن ميناء عنابة، يتكون من قطبين للنشاط، الأول تجاري والثاني صناعي، يغطي احتياجات 12 ولاية واقعة شرق الوطن بخدمات 23 رصيفا، ينتظر أن تتحسن عمليات تسييرها وفقا لمستجدات البرنامج التنموي المباشر منذ بداية السنة الفارطة، حيث استفاد ميناء عنابة مؤخرا من مشروع عملية جهر وتنظيف واسعة ساهمت في استرجاع العديد من أمتار العمق، التي مكنت من رفع حمولة البواخر لتمكينها من الرسو بعين المكان، إلى جانب العديد من المشاريع الخاصة بتزويد الميناء برافعات وصيانة عتاده. ورصد لجملة هذه المشاريع أكثر من 10 ملايير سنتيم، وجهت لتمويل عمليات الجهر التي بوشرت من أجل إنعاش نشاطه، حيث تم رفع عمق نهائي الحاويات لأكثر من 8 أمتار، تمكن من رسو بواخر عالية الحمولة، وبالتالي تنشيط عمليات دخول وخروج السلع، ما يعني رفع مؤشر نشاط المتعاملين الاقتصاديين الذين طالما طرحوا إشكال محدودية حمولة البواخر التي يمكنها الرسو بالميناء.. من جانب آخر، وسعيا للتوصل إلى تحسين التنظيم التسييري بهذه المؤسسة الحساسة التي تعتبر عصب نشاط العديد من الهياكل الاقتصادية الضخمة، على غرار أرسيلور ميال وفرفوس وغيرها من المؤسسات الاقتصادية، طبقت آليات رقابية وتنظيمية لا تسمح على الأقل بحدوث تجاوزات بين عمال رافعي الحمولات، أو ما يصطلح على تسميتهم بالدواكرة وسائقي شاحنات النقل، إلى جانب إتباع دورات تكوينية لطاقم عمال البحرية، وغيرها من المشاريع التي تصب في تحسين وضعية المؤسسة المينائية لعنابة من أجل تفعيل خدماته، علما أنه لازال بصدد احتلال المرتبة الرابعة من حيث الأنشطة يتقدمه ميناء سكيكدة في ذلك.. وكان مخطط التنمية المطبق منذ بداية السنة الفارطة، كان قد مكن من استرجاع مساحة 7 هكتارات غير مستغلة سمح لرفع عدد الحاويات من 75 ألف حاوية إلى 87 ألف، بزيادة نسبة الواردات 62 بالمائة وارتفاع الصادرات ب0.80 بالمائة، مع فسح المجال واسعا لاستغلال الأرصفة، حيث فتح رصيفين جديدين على التوالي السنة الفارطة، مع السماح باستغلال الأرصفة المستعملة من قبل كبريات المؤسسات الاقتصادية، خلال خلوها من الحاويات التابعة لها.