انطلقت مطلع مارس الجاري، أشغال ترميم وإعادة تجهيز المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، وذلك بغلاف مالي بقيمة 130 مليون د.ج، حسب ما أفاد به بداية الأسبوع للصحافة مدير الثقافة بالولاية عبد العالي قوديد. ووصف نفس المسؤول هذه العملية ب”المهمة”، بحيث قال أنها ”تهدف إلى جعل المسرح الجهوي لسكيكدة مطابقا للمواصفات التقنية للمسارح العالمية، فضلا عن المحافظة على هذا الصرح الثقافي لسنوات أخرى قادمة وحمايته، وذلك بنفس الطريقة وباستعمال المواد التي بني بها”. وأوضح مدير القطاع أن عملية الترميم ستمس في مرحلتها الأولى أشغال التهيئة من ترميم وتدعيم للهياكل وتجديد للبناية، بحيث سيتم إعادة ترميم السقف وإعادة تأهيل للعناصر الفنية والتزيينية لهذا المعلم التاريخي المصنف، فضلا عن تجديد الخشبة وإعادة توزيع الفضاءات المتواجدة بالمسرح كغرف تبديل الملابس وتوسيع خشبة العرض. وكشف عبد العالي قوديد، بأن المرحلة الثانية ستخصص لتجديد الأرضية والكراسي وتحديث قاعة العرض بما يلبي احتياجات الجمهور ووضع أجهزة التكييف المركزي وتدعيم المسرح بأجهزة تقنية جد متطورة، على غرار تلك الخاصة بالعرض والصوت والإضاءة. وأكد مدير الثقافة أن طبيعة عملية الترميم ستأخذ في الحسبان طبيعة البناية باعتبارها أول معلم تاريخي من هذا النوع، والمصنف على المستوى الوطني، وكونه صرحا ثقافيا يمثل قيمة فنية وجمالية فريدة من نوعها، سواء من حيث هندسته المعمارية أو الديكور والزخارف والنقوش المتواجدة به. وستسلم المنشأة في غضون ”الثلاثي الثاني من سنة 2016”. وأفاد ذات المصدر بأن أشغال الترميم أسندت لمجمع مختص في أعمال ترميم مثل هذه المعالم، على اعتبار أن المعالم الأثرية تخضع لقوانين وشروط خاصة بترميمها، وهذا لضمان الحفاظ على قيمة المعلم وتراثه، فيما سيقوم بمتابعة العملية مهندس معماري مختص معين من قبل وزارة الثقافة. وبدأت أشغال بناء المسرح الجهوي لسكيكدة، الذي يتربع على 1000 متر مربع سنة 1912 من طرف المهندس ”شارل مونطالون”، لتتوقف خلال الحرب العالمية الأولى، وتم تدشينه في 19 جانفي من سنة 1932، ويتسع ل500 مقعد، وقد بني على أنقاض المسرح القديم لفيليب فيل التسمية الاستعمارية لمدينة سكيكدة، الذي بني من الخشب سنة 1854 والذي أتلفه حريق مهول.