رجحت مصادر إعلامية مصرية أن يكون قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلغاء مشاركة القاهرة في القمة الثلاثية المشتركة حول ليبيا في روما، على علاقة بوجود خلافات جزائرية مصرية فيما يتعلق بمعالجة الأزمة المتفاقمة في البلد الجار. وقالت وزارة الخارجية الإيطالية إن إلغاء القمة الثلاثية جاء بسبب عدم مشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري، لالتزامات عاجلة لم تسمح له بمغادرة القاهرة، فسرتها مصادر أخرى بوجود خلافات ”مصرية - جزائرية”. وقال مصدر مصري إن ”انشغال وزير الخارجية سامح شكري، بالإعداد لزيارة إثيوبيا، كان السبب وراء إلغاء الزيارة قبل ساعات عن موعد الاجتماع”، وكشف عن مشاركة مصرية غير معلنة في الاجتماعات التي يستضيفها المغرب بين الأطراف الليبية. ولامتصاص ”غضب” الجزائر، سارع إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصري، للتوقف بطائرته بمطار هواري بومدين الدولي، قبل انتقاله إلى العاصمة الإيفوارية أبيدجان. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الأمر مرتبط بالتوقف ”للتزود بالوقود”، حيث كان في استقباله بمطار الجزائر الدولي، مستشار رئيس الوزراء والسفير المصري بالجزائر عمر أبو عيش، وعدد من أعضاء السفارة المصرية. ونفى المتحدث باسم الخارجية المصرية، بدر عبد العاطى، وجود أي خلاف بين مصر والجزائر بشأن الرؤية حول حل الأزمة الليبية، مؤكدا أن ”تأجيل القمة الثلاثية المصغرة بين مصر وإيطاليا والجزائر، جاء بسبب وجود شواغل لوزير الخارجية المصري”. من جانبه، أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، بروما، عقب لقاء مطول جمعه بالوزير الإيطالي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، باولو جانتيليني، أن موقفي الجزائر وإيطاليا ”متطابقين” حول ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا وتعزيز مكافحة الإرهاب، موضحا أن ”موقفي الجزائر وإيطاليا متطابقين ويتمثلان في الحفاظ على الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لليبيا وتلاحم شعبها، فضلا عن تشجيع الحل سياسي للأزمة الذي يمر عبر تشكيل حكومة ليبية ذات صلاحيات واسعة”. وأشار إلى أن لقاءه بالوزير الإيطالي كان فرصة للبلدين لتجديد التأكيد على دعمهما الكامل لجهود الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص برناردينو ليون، من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة التي يمر بها هذا البلد الجار. وأبرز مساهل، أن الطرفين جددا عزمهما على تعزيز مكافحة الإرهاب الذي يعد آفة عابرة للأوطان تهدد أمن جميع البلدان، وتابع بالقول ”إنني مرتاح لهذه الزيارة التي تدل على الأهمية البالغة التي توليها الجزائر وإيطاليا للتسوية العاجلة للأزمة في ليبيا وعودة السلم والأمن إلى هذا البلد الجار”، مشددا على ”أهمية” التنسيق بين البلدان المجاورة لليبيا من أجل ”مرافقة هذا البلد الشقيق في تجاوز الصعوبات التي يواجهها”، وهي الصعوبات التي ”تهدد كذلك أمن واستقرار كامل المنطقة”. كما كشف أنه سيتم خلال الأيام المقبلة عقد الدورة ال6 لبلدان الجوار في العاصمة التشادية نجامينا.