يمزج الكاتب رشيد أولبصير في روايته المعنونة ”الجزائر الربيع المؤجل”، والصادرة عن دار نشر ”أفريون” سنة 2015، بين النثر والشعر، بحيث يبدأ في جزء الرواية الأول بعبارات تتحدث عن ”الخلاص”، و”غدا سنكون أحرار”، اضافة إلى ”الشعب ينهض من هوة الاستعمار يجمع قواه ويتحرك” و”يتحرك الناجحون من الفوضى والتيهان”، بحيث يقولون:” سنتلاحم ونتعاون ونسترجع الأماكن والقرى المهملة”. ويواصل ”أولبصير” بتعابير شعبية جزائرية في لغة فرنسية، بالغوص في أعماق المجتمع الجزائري، مذكرا بالمآسي والمظالم التي عاشها الناس من كبار وصغار ونساء بتكريره عبارة ”غدا سنكون أحرار...”. ويصرخ الأديب والروائي بقوة وعزيمة بهذه العبارة، حيث يلمح إلى قدوم الربيع الجزائري، والذي يشمل المدن والقرى والجبال. وتعد هذه الرواية بانورامية على الوضع الجزائري قديما، والى حرب التحرير ثم ما بعد الاستقلال، وصولا إلى ما نحن عليه الآن، من معاناة الشباب الجزائري والمثقفين الجزائريين فيما يخص البطالة والتهميش والاحتكار، ويعود بنا عبرها إلى التاريخ القديم للجزائر، واستعمل الكاتب في ”الجزائر الربيع المؤجل”، أسلوب سردي شاعري رمزي، بهدف التنويه إلى الذاكرة الجماعية وما تحمله من صيحات وأمال وتضحيات، وتنتهي الرواية بالجزء الأخير الذي عنونه ” الكل قريب من الله”، بحيث يتحدث فيها عن هول الإرهاب والعشرية السوداء التي مرت بها الجزائر. وللإشارة، ولد الكاتب والروائي رشيد أولبصير، ببلدية تازمالت التابعة لولاية بجاية، ودرس في جامعة السربون بباريس، وتخرج منها عام 1978، ليعود بعدها إلى الجزائر، حيث مارس عدة مهن تقليدية يدوية وفلاحية في جبال الصومام بمنطقة القبائل، ومارس أيضا مهنة الصحافة وتعامل مع عدة جرائد وطنية بتقديمه مختلف التحقيقات والمواضيع الاجتماعية والسياسية حول الجزائر، وتعتبر رواية ”الجزائر الربيع المؤجل” روايته السابعة، على غرار اعمال ادبية حملت عناوين ”حلم المومياء” و”خريف قبائلي” و”حج الثعلب” و”الجزائر على موعد مع التاريخ”.