أدان مجلس الأمن الدولي التصعيد العسكري من جماعة الحوثي ورفضها الإذعان للقرارات الدولية، وهددها بتدابير عقابية إضافية، في حين حذر المبعوث الأممي جمال بن عمر من أن اليمن على شفا حرب أهلية، فيما أرسلت جماعة الحوثي نحو 500 مسلح إلى تعز جنوبي اليمن، يوم أمس الاثنين، لتعزيز سيطرة الجماعة على ثالث أكبر مدينة في البلاد. أكد بيان لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على دعمه للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في حين حذر الوسيط الدولي، جمال بن عمر، من ”صراع ممتد” في اليمن، مؤكدا أن الأحداث الأخيرة ستقود اليمن إلى شفير حرب أهلية، وحض على الحوار، وطالب بن عمر جميع الأطراف، رغم تصاعد التوتر، بإدراك خطورة الوضع والبدء بنزع فتيل التوتر، عبر وقف كل الأعمال القتالية والامتناع عن أي استفزاز، واستبق زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، عقد الجلسة الطارئة، بانتقاد مجلس الأمن، منوها أنه تحت تأثير دول تخطط شرا للآخرين. فيما طالب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الذي انتقل إلى عدن بعد أن كسر طوق الحوثين على مقره بصنعاء، مجلس الأمن تقديم مساعدة عاجلة لوقف ”عدوان” جماعة الحوثي. ففي بيان أصدره مساء أمس إثر جلسة طارئة عقدت بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، استنكر مجلس الأمن عدم التزام الحوثيين بالقرارات الدولية السابقة التي دعتهم إلى إخلاء المقرات الحكومية، ودعا كل الأطراف في اليمن إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليات تنفيذها، وأكد المجلس استعداده لاتخاذ مزيد من التدابير ضد أي طرف في حال عدم تنفيذ قراراته، مؤكدا دعمه جهود مجلس التعاون الخليجي في عملية الانتقال السياسي، ورحب بالدعوة إلى الحوار في العاصمة السعودية الرياض، كما أكد على شرعية هادي، وأدان الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الخاضع لسلطة الحوثيين على القصر الرئاسي في عدنجنوبي البلاد، والهجمات ”الانتحارية” في صنعاء وصعدة. وميدانيا، تجددت المظاهرات الرافضة لسيطرة الجماعة على تعز، حيث اتجهت مسيرة كبيرة نحو معسكر قوات الأمن الخاصة، الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، للتعبير عن سخطهم من دخول المسلحين إلى تعز والسيطرة عليها، فيما أحاط الحوثيون المعسكر بسياج. ومع تعرض مقر الرئاسة في عدن لغارات من طائرات يعتقد أنها تابعة للحوثيين، تزيد المخاوف من تعرض عدن لهجمات من قبل الجماعة ذاتها. من جهة أخرى، قتل نحو ثلاثين مسلحا حوثيا وخمسة مسلحين قبليين خلال اليومين الماضيين في مواجهات بين الجانبين، في منطقة قانية الحدودية بين محافظتي مأرب والبيضاء. وفي الضالع جنوبي البلاد، دوّت مساء أول أمس انفجارات عنيفة بمنطقة سناح، أعقبتها اشتباكات مسلحة بين الجيش ومسلحين يتبعون الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وفق شهود عيان.