أحكمت جماعة الحوثيين سيطرتها على مفاصل مدينة تعز مركز محافظة تعز جنوبي اليمن، بينما تصدى الطيران اليمني لطائرات مجهولة حلقت فوق قصر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمدينة عدن. ونقلت وكالتا الأنباء الفرنسية وأسوشيتد برس عن مسؤولين يمنيين قولهم إن جماعة الحوثي، مع قوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، سيطرت على تعز ثالث أكبر مدينة يمنية، بينما ذكرت وكالة الأناضول أن مسلحين من الجماعة فرقوا مسيرات مناهضة لوجودهم العسكري وسط المدينة. وعبرت عشرات الدبابات وناقلات الجنود، التي تحمل مجاميع من الحوثيين، مدينة ذمار وسط اليمن نحو محافظة الضالع وعدن، في وقت سيطرت فيه قوات تابعة للجماعة على مطار مدينة تعز، الذي وصله نحو أربعمائة مسلح يرتدون زي قوات الأمن الخاصة على متن طائرة ومروحيات قادمين من صنعاء. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن مدافع يمنية مضادة للطائرات فتحت النار على طائرة مجهولة تحلق فوق مقر إقامة الرئيس هادي في مدينة عدنالجنوبية اليوم الأحد. واخترقت الطائرة حاجز الصوت وحلقت بعلو منخفض فوق قصر "المعاشيق" بمدينة عدن، الذي يتخذه هادي مقرا لممارسة مهامه منذ انتقاله إلى المدينة يوم 21 فيفري الماضي، بينما تصدت لها المضادات الأرضية وأجبرتها على الفرار. وكان القصر تعرض لقصف من طائرة يوم الخميس الماضي، واتهم الرئيس هادي من وصفهم ب"الانقلابيين". ووقتها قال محافظ عدن، عبد العزيز بن حبتور، إن هادي لم يصب بأي أذى، وإنه يوجد في مكان آمن. من ناحية أخرى، اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الحوثيين المتحالفين مع إيران بالقيام بانقلاب ضده وناشد الأممالمتحدة "التدخل العاجل" في الوقت الذي أجلت فيه الولاياتالمتحدة قواتها المتبقية. ومن مدينة عدن في جنوب اليمن التي فر إليها الشهر الماضي بعد أن وضعه الحوثيون قيد الإقامة الجبرية في منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء دعا هادي الحوثيين إلى سحب قواتهم من وزارات البلاد وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش والانسحاب من العاصمة. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث اليمن بعد أن دعاه هادي في رسالة إلى "تدخل عاجل بكل الوسائل المتاحة لوقف هذا العدوان الذي يهدف إلى تقويض السلطة الشرعية وتفتيت اليمن وسلامه واستقراره". وينزلق اليمن إلى حرب أهلية منذ العام الماضي عندما بسط الحوثيون سيطرتهم على صنعاء وتقدموا صوب المناطق السنية مما أدى إلى اشتباكات مع القبائل المحلية وتأجيج حركة انفصالية في الجنوب. وقال مسؤولون أمريكيون إن الولاياتالمتحدة أجلت باقي أفرادها وبينهم نحو 100 فرد من قوات العمليات الخاصة من اليمن بسبب تدهور الوضع الأمني هناك الأمر الذي يمثل نكسة أخرى في جهود الولاياتالمتحدة ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن.