تمسك أمس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في أول رد رسمي برواية بلاده حول طرد الدبلوماسي الجزائري من نواكشوط وذلك عندما ضرب مثالا به وهو يحذّر الإعلاميين الموريتانيين من الارتماء في ما وصفه ”بالأجندات الأجنبية في البلاد، والارتباط بها”. وقال ولد عبد العزيز خلال اجتماعه أمس الثلاثاء مع رؤساء الهيئات والتجمعات الإعلامية بموريتانيا إن على الإعلاميين الحذر من الارتباط بجهات أجنبية، أو تطبيق أجنداتها على حساب مصالح الوطن، مقدما ما وصفه بنماذج غير مقبولة حصلت خلال الفترة الماضية. وقدم ولد عبد العزيز حادثة المستشار الأول في السفارة الجزائرية شرواطي والذي أبعدته موريتانيا الأسبوع الماضي بعد اتهامها له بتزويد إعلامي موريتاني بمعلومات ”تضر بعلاقات موريتانيا بالمغرب” كنموذج على ذلك وفق تعبيره. ويعد مثل هذا التصريح الذي تناقلته وسائل إعلام موريتانية بمثابة رد رسمي وتمسك بالرواية الرسمية التي تتهم الدبلوماسي الجزائري بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية الأمر الذي قد يؤجج العلاقات أكثر بين البلدين. كما قدم حادثة إبعاد موريتانيا نهاية العام 2011 لمدير مكتب وكالة المغرب للأنباء عبد الحفيظ البقالي، كنموذج آخر، معتبرا أن الأخير كان يمنح بعض المبالغ المالية للإعلاميين مقابل استغلالهم في تنفيذ أجنداته. أمين.ل
بلعيز يغيب عن دورة مجلس وزراء الداخلية للاتحاد المغاربي تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي للجزائر في اجتماعات نواكشوط أقدمت الجزائر، في خطوة استباقية، على تخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الاجتماعات الإقليمية المتعددة بموريتانيا، على خلفية اندلاع أزمة سياسية مع نواكشوط بسبب. كشفت مراجع دبلوماسية عن إلغاء السلطات الجزائرية مشاركة وزير الداخلية الطيب بلعيز في اجتماع الدورة الخامسة لمجلس وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي الذي ينعقد ابتداء من أمس على مستوى ممثلي الاتحاد على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الجزائرونواكشوط، بينما اكتفت بإيفاد ممثل عنها الأربعاء لحضور اللقاء المغاربي. وتستضيف العاصمة الموريتانية نواكشوط، حتى 30 من أفريل الجاري الاجتماع بحضور ممثلين عن دول الاتحاد الخمس وبحضور ممثل عن ليبيا. وقال مصدر مطلع أن ”الجزائر عبرت عن غضبها من قرار طرد دبلوماسي من موريتانيا بتخفيض تمثيلها الرسمي في المحافل الإقليمية التي ترعاها موريتانيا لاحقا”، مؤكدا أن مثل هذا القرار اتخذ بسبب ”غياب مسوغات لطرد الدبلوماسي شرواطي الأسبوع المنصرم”. وطردت الجزائر دبلوماسي موريتاني مساء الأحد الماضي وحرص بيان لوزارة الخارجية على ذكر توقيت اللقاء الذي جمع السفير الموريتاني بمسؤولين في وزارة الخارجية، والذي لم يدم سوى أربع دقائق. وتدخل العلاقات الجزائرية الموريتانية مرحلة توتر لم يسبق أن شهدتها في حقبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ومن المقرر أن يناقش الاجتماع ملفات حساسة، منها سبل تفعيل التنسيق الأمني وتنسيق خطط التصدي لقضايا الإرهاب والمخدرات والهجرة والجريمة العابرة للحدود، في سياق تداعيات غرق قوارب المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر المتوسط.