مصدر ديبلوماسي ل"البلاد": "موريتانيا تسرّعت في تصعيد الأزمة" أبلغ مصدر حكومي عليم "البلاد" أن وزير الداخلية الطيب بلعيز ألغى مشاركته في الدورة الخامسة لاجتماع مجلس وزراء داخلية دول المغرب العربي بنواكشوط، الذي انطلقت أشغاله أمس على مستوى المستشارين وتمتد إلى نهاية الشهر الجاري، وذلك على خلفية الأزمة الديبلوماسية التي تشهدها العلاقات بين البلدين منذ نحو أسبوع. وتعكس الخطوة استياء بالغا من الجزائر تجاه موريتانيا التي "تسرّعت" في تصعيد الأزمة رغم توفر كل عوامل احتوائها، على حد تعبير مصدر ديبلوماسي. وأكد المصدر أن رئاسة الجمهورية التي تتابع تداعيات التوتر الديبلوماسي الذي تسببت فيه نواكشوط بطرد ديبلوماسي جزائري، بتهمة "الإساءة لعلاقتها بالمملكة المغربية"، وردت الجزائر بطرد المستشار الأول لسفارة موريتانيا، أمرت وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، أمس، بالتريث بعدما كان مقررا أن يتوجه عشية أمس إلى العاصمة الموريتانية مثلما جرى ترتيبه في وقت سابق". وانطلقت أشغال اجتماعات الطبعة الخامسة لمجلس وزراء داخلية المغرب العربي، أمس، بين المستشارين ليتوسع اليوم ليضم وزراء الداخلية حسب برنامج الدورة الذي اطلعت عليه "البلاد". وتابع المصدر أن "مشاورات عميقة جرت بين مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى ووزير الداخلية الطيب بلعيز وحضرها مسؤول من وزارة الخارجية لدراسة خيار المشاركة من عدمها في اجتماع نواكشوط أو تقليص التمثيل الديبلوماسي للجزائر في هذا الاجتماع رفيع المستوى". ومعنى "التريث" في العرف الديبلوماسي هو أن الجزائر لا تزال تنتظر خطوة جديدة من جارتها موريتانيا لن تخرج في كل الأحوال عن "اعتذار رسمي" عن طرد الدبلوماسي الجزائري بلقاسم شرواطي قبل أيام، وهو القرار الذي اعتبرته الجزائر "إهانة غير منتظرة من شريك أمني وسياسي في المنطقة"، على حد تفسير مسؤولي وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، والذين استدعوا السفير الموريتاني لأربع دقائق وأبلغوه بقرار طرد مستشاره الأمني معاملة بالمثل، في خطوة وصفت بأنها "استياء بالغ" من الجزائر. وفي العادة، يرد "الغضب الدبلوماسي" في شكل "تخفيض التمثيل في اللقاءات الثنائية أوالاجتماعات الإقليمية" بتكليف مدير مركزي يمثل وزارة أو مندوب برتبة سفير لتمثيل الدولة في الاجتماعات التشاورية التي تنعقد في أراضي البلد الذي يكون طرفا في التوتر، وكثيرا ما تعمدت الجزائر تخفيض تمثيلها في اجتماعات عربية وإقليمية تحتضنها الجارة المغرب، كلما حدث توتر دبلوماسي بينهما. ويتوقع ملاحظون أن تخيم الأزمة في علاقات نواكشوطبالجزائر على اهتمام المجتمعين في هذا اللقاء المغاربي الذي يسعى إلى تعزيز التعاون الأمني بين الدول الخمس، التي تواجه اتهامات بتصدير المهاجرين لأوروبا، في وقت تحظى فيه قضية المهاجرين السريين باهتمام دولي بعد حوادث غرق المئات في مياه البحر المتوسط الذي تطل عليه أربع دول مغاربية. ويتوقع أن يتدارس وزراء الداخلية في مؤتمرهم الخامس الذي يعرف مشاركة وفد من الخبراء الليبيين، حسب برنامج اللقاءات، سبل تفعيل التنسيق الأمني وتنسيق خطط التصدي لقضايا الإرهاب والمخدرات والهجرة والجريمة العابرة للحدود، وموضوع بطاقات التعريف المغاربية الموحدة التي بلغ إعدادها مراحل متقدمة.