وضع المخرجان المسرحيان أحمد خودي ومحمد إسلام عباس لمسة إخراجية جديدة على نص الكاتب المسرحي السويدي ”أوغست ستريندبرغ” الموسوم ب”الآنسة جوليا”، المسرحية قدمها طلبة المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ”برج الكيفان”، مساء أول أمس، في إطار الأيام المسرحية التي ينظمها الطلبة تحت شعار ”مرايا المستقبل.. فوانيس الماضي”. ويحكي العرض الذي قدمه الطلبة قصة ”جوليا” التي ضحت بشرف عائلتها المنتمية لطبقة النبلاء بعلاقتها مع ”جون” كبير الخدم، لتنتهي القصة باقتراح جون على جوليا أن تضع حدا لحياتها بالانتحار. تعالج المسرحية الصراع بين الجنسين والصراع بين الأرستقراطيين والعبيد، فوالده أرستقراطي وأمه من العبيد، حيث استخدم الكاتب أسلوب المدرسة الطبيعية في الدراما. ”جون” هو الخادم الذي يطمح إلى التخلص من عبوديته التي ورثها عن أهله، وتحقيق أحلامه. وجوليا الفتاة الأرستقراطية التي تعيش تناقضاً واضحاً في شخصيتها بين كراهيتها للرجال ورغبتها في السيطرة عليهم، رغبة ورثتها عن أمها المتحررة التي انتحرت للتخلص من تعاستها وقيودها. ينجح ”جون” في إغواء سيدته ”جوليا”، ليحدث بعدها انقلابا جذرياً في طبيعة الشخصيات التي تختزل إلى حد ما الصراع القائم بين الطبقات التي تمثلها، والتناحر بين المفاهيم والقوانين الاجتماعية الجديدة التي تنظم العلاقة بين الرجل والمرأة. ”جوليا” التي تمثل الأرستقراطية، تبقى قابعة تحت وطأة الموروثات الدينية، بينما ”جون” العبد المتسلق يتكيف سريعاً مع المتغيرات الطارئة، وينجح في استغلال لحظة ضعف الطرف الآخر إلى حدها الأقصى، ويخرج منتصراً من صراعه مع جوليا. لكنه انتصار وهمي ينتهي سريعا، لأنها لحظات صعود وانحدار، وبحث عن الخلاص تستمر طيلة العرض. يحاول ”جون” إقناع ضحيته وعشيقته الجديدة بالهروب معه، ليحقق حلمه في شراء فندق وإدارته. لكن جوليا تخاف الهبوط إلى الدرك الأسفل. في نهاية المسرحية، يعيش جون هزيمة وانكساراً، عندما يعود إلى وضعه السابق كخادم يلمّع أحذية سيده، وينتظر سماع صوت الجرس لتنفيذ الأوامر. بدورها، تفضل جوليا الانتحار على العيش تحت رحمة مَنْ أغواها لارتكاب علاقة محرمة. المصير المأساوي لأبطال المسرحية هي النهاية الطبيعية عند الكاتب السويدي ستريندبيرغ لأنه يعكس الواقع الذي عاشه الكاتب في حياته الشخصية. للإشارة، تتواصل الأيام المسرحية لطلبة مهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان إلى غاية ال 16 من الشهر الجاري.