عاد الروائي الجزائري واسيني الأعرج، مرة أخرى، إلى فلسطين، حيث وقع هذه المرة روايته الجديدة ”سيرة المنتهى: عشتها كما اشتهتني” والتي خصص ريعها لدعم قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وفي أمسية أدبية بمتحف محمود درويش، وجه واسيني رسالة إلى الأسرى قال فيها بأنه ينحني أمام تضحياتهم ونضالهم في سبيل خدمة قضيتهم ونصرة وطنهم”أنحني أمامكم، ولا أجد التعبير المناسب عن إنسان تُختزل حياته بين أربعة جدران، وهو يدفع ثمن قناعاته العميقة في ظل واقع متدهور ومحيط مليء بالانهيارات وفقدان الأمل”. وسجّل الروائي إهداء خاصاً للأسير نائل البرغوثي، الذي أمضى أكثر من 34 عاماً في سجون الاحتلال، وكتب فيه: ”أنحني أمام صمتك وآلامك. إن النور الذي في عينيك لن ينطفئ أبداً”. وتحدث الأعرج عن تجربته الأدبية التي قسمها إلى ثلاث مراحل: الالتصاق بالثورة الجزائرية والتي ارتبط بها بفعل ”الجرح الذاتي”، حيث استُشهد والده عام 1959؛ ثم الانتقال إلى الكتابة في روايات تتفاعل مع نصوص أدبية قديمة من مثل ”ألف ليلة وليلة”، ثم التوجُّه إلى الكتابة الوجودية. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها الأعرج فلسطين، وقد رصد في زيارته الأولى سنة 2013، ريعَ روايته ”مملكة الفراشة” لصالح ما يُعرف ب”أدب السجون”، وقدمت الأكاديمية الأردنية الدكتورة رزان إبراهيم الروائيَّ الضيف، متحدثةً عن تنوع المواضيع التي يتطرق لها في رواياته، ومثنيةً على قوة اللغة ومتانة مفرداتها. وقال مدير متحف درويش سامح خضر، إن ”سيرة المنتهى” تمثل السيرة الأساسية للكاتب واسيني الأعرج الذي أعاد إصدارها عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في فلسطين، رداً على الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع دخول المطبوعات من دور النشر العربية إلى فلسطين. يُذكر أن الأعرج من مواليد عام 1954، ويشغل منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية، وجامعة السوربون في فرنسا.