جددت قيادات بارزة في حزب جبهة التحرير الوطني، في اجتماع عقدته أمس، بالعاصمة، دعوتها إلى رئيس الجمهورية من أجل التحرك لوقف ”الانحراف الكبير الذي يشهده الحزب باعتباره رئيس الحزب ويتحمل مسؤولية تاريخية”، معتبرين أن الأمر استعجالي، خاصة مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر العاشر للحزب، الذي تمسكوا بمقاطعته وإطلاق حملة توقيعات لتحقيق الهدف. أكد عبد الكريم عبادة، القيادي في الأفالان، وعضو اللجنة المركزية، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع، أن الأفالان يشهد انحرافات خطيرة جدا، وخرقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي منذ فترة طويلة، وتكرس ذلك جليا خلال الطريقة التي اعتمدها الأمين العام الحالي عمار سعداني، في عقد أشغال المؤتمر العاشر للحزب، مستدلا بعدم استدعاء دورة ثانية للجنة المركزية، وهو خرق واضح وتعدي على القانون، يقول عبادة. وأوضح المتحدث أن المناضلين في القاعدة يرفضون سياسة الإقصاء التي يعتمدها سعداني في إدارة شؤون الحزب، وإدخال المال الفاسد والكثير من الغرباء لعقد مؤتمر صوري خارج الأطر والنظم التي درج المناضلين على اعتمادها في المؤتمر. من جانبه أبرز عبد الرحمان بلعياط عضو المكتب السياسي سابقا، أن إدارة الحزب بالطريقة التي يقوم بها عمار سعداني، ليست قانونية، وهي تعد صارخ على القانون، لأنه لم يعقد دورة للجنة المركزية، وكل ما بني على باطل فهو باطل، وواصل بأن الطريقة التي اعتمدها الأمين العام الحالي في اختيار المندوبين هي الأخرى مطعون فيها، حيث يتحفظ الكثير من المناضلين على طريقة اختيار مندوبين، خاصة أنه في العادة يتم اختيارهم ستة أشهر قبل عقد المؤتمر، وليس أياما قليلة مثلما هو حاصل حاليا. أما عيسي قاسة، أحد الوجوه المعارضة لعمار سعداني، فأكد أن القائمة الاسمية للمعارضين لا تزال تستقبل الآلاف من توقيعات المعارضين وستأتي بثمارها ”لأن الموقعين أظهروا تعاطفهم مع المعارضة، وقرروا الانضمام للمجموعة من أجل إعادة الشرعية”، متحفظا عن ذكر عدد الموقعين لأنها لا تزال متواصلة. وأجمع المشاركون في الاجتماع على مواصلة الترتيبات القضائية لاسترجاع الحزب، في انتظار إعلان محكمة بئر مراد رايس الإدارية عن قرارها في 20 ماي الجاري، ومواصلة الجهود على مستوى هذا الشق الذي كلف به فريق متخصص.