حالة من القلق يعيشها مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، على مستوى القيادات، فقبل أيام من عقد المؤتمر العاشر للحزب، لاتزال خيارات العدالة والمواجهة بين الإخوة الأعداء تصنع المشهد، وفي الوقت الذي يسارع فيه عمار سعداني لتنظيم الموعد في آجاله، تجتهد المعارضة في كسب معركتها بأروقة العدالة وتكرر محاولات استصدار رخصة لعقد دورة اللجنة المركزية. وحسب العضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني وعضو مجلس الأمة، بوعلام جعفر، في تصريح ل”الفجر”، فإن الأوضاع داخل الأفلان غير مريحة، واتهم الإدارة بالانحياز الصارخ لصالح عمار سعداني والقيادة الحالية للأفلان، مستشهدا بعدم الترخيص لطلباتهم الخاصة بعقد دورة للجنة المركزية، التي لم تعقد سوى مرة واحدة سنة 2014. وفي نظر بوعلام جعفر، لم يبقى أمام المناضلين المعارضين للأمين العام للحزب، عمار سعداني ومن معه، سوى أروقة العدالة، أملا في أن تنصفهم، وأضاف أن الملف الذي قدم استند إلى القانون الأساسي للحزب والنظام الداخلي للجنة المركزية وقانون الأحزاب، مشيرا أنه حتى الآن الملف منسجم ومن المفروض العدالة تنطق بحكم لصالح المعارضة ضد الخروقات التي تقوم بها القيادة الحالية على حد تعبيره. وقال المصدر أن ثقة المجموعة الآن مركزة على العدالة لأنها استنفذت جميع الأوراق التي بحوزتها فيما يخص التنديدات والاحتجاجات، مشيرا أن ولاية الجزائر لاتزال حتى الآن لم ترد على الرخصة التي أودعوها من أجل الحصول على موافقة لعقد لجنة مركزية. وأضاف أن هناك مساعي حثيثة من قبل الجميع على إحداث تغيير ما قبل انعقاد المؤتمر بالطريقة التي يريدها عمار سعداني ومجموعته، وأضاف أن قيادات مهمة بالحزب من وزن عبد رحمان بلعياط، عبد الكريم عبادة وأعضاء بارزين، بإمكانهم الاستقالة ومغادرة الحزب ما لم يتم تغيير الأمور بالطريقة القانونية ولصالح القانون الأساسي للأفلان والمناضلين. وبدا من كلام السيناتور المعارض لعمار سعداني أن مجموعة المعارضة لاتزال متمسكة برفضها لحضور المؤتمر العاشر للحزب بالطريقة التي يريدها عمار سعداني الآن وتقترح أولا عقد دورة للجنة المركزية ثم الذهاب لمؤتمر جامع تنتخب فيه قيادة جديدة للحزب. وفي سياق متصل حذّرت أمس مجموعة من مناضلي الأفلان وأعضاء قياديين محافظين في اجتماع عقد بالعاصمة، من الحالة التي وصل إليها الأفلان وما وصفوه بالممارسات ”القانونية التي تؤدي إلى المخاطرة بمصير الحزب ومستقبل البلاد”. وقالت المعارضة، أن الأفلان بات حزب يتعرض للخروقات والانحرافات والتجاوزات التي أدت إلى مصادرة صلاحيات هيئاته وطنيا ومحليا، مع إلغاء الهياكل الشرعية وتشتيت قدرات مناضليه وتدني مستوى خطابه السياسي. ومن الجانب الآخر أكدت مصادر من لجنة تحضير المؤتمر العاشر للأفلان، ”للفجر” أن الأمين العام للأفلان تحرج كثيرا من الطريقة التي تجري في ظلها التحضيرات للمؤتمر العاشر للحزب، وقد اقترح عليه بعض المناضلين إيفاد لجنة صلح للمعارضين من أجل مشاركتهم في أشغال المؤتمر العاشر للحزب، لكن لحد الساعة لم تتحرك تلك اللجنة ومن الممكن أن تجري اتصالات مع المعارضة بعد ما ستسفر عنه النتائج الخاصة بالشكوى التي تم إيداعها لدى هيئة المحكمة بعدم شرعية المؤتمر العاشر للحزب.