جنات بوغراب أو بوڤراب، عشيقة كاريكاتوري شارلي إيبدو، الذي قتل جانفي الماضي، شارب، والوزيرة السابقة في حكومة ساركوزي، تصف مجاهدي الثورة التحريرية بالإرهابيين. لم يصدمني تصريح بوغراب لأنها وفية لتاريخ والدها الحركي، وإلا بماذا كانت تدافع المسكينة عن فرنسيتها المهزوزة هذه الأيام بسبب أكاذيبها، وبسبب الأزمة النفسية التي مرت بها بعد مقتل شارب وتكذيب أسرته علاقتها به. ربما وجدت في شتم المجاهدين فرصة لحماية نفسها من حملة تشويه تستهدفها منذ أسابيع. لكن العيب ليس في جنات التي قالت إنها ما زالت واقفة مثل أية امرأة عربية. العيب فينا. أليس تعيين أبناء حركى في وزارات سيادية شتيمة للشهداء والمجاهدين؟ أليس حشو قوائم المجاهدين والشهداء بمجاهدين وشهداء مزيفين خيانة للثورة ولرجالها الأوفياء؟ من سيرد على بوغراب التي أصلا لا يستحق تصريحها الرد عندما نعرف درجة الفسق والهوية المهزوزة التي تعاني منها هذه الساركوزية المزيفة؟ ليس سعداني طبعا، الذي ساعده الرئيس السابق ساركوزي للحصول على الإقامة، وتهريب الأموال المنهوبة من برنامج الدعم الفلاحي إلى البنوك الفرنسية. فزعيم جبهة التحرير وخادم الرئيس الوفي، هو أولا خادم فرنسا ومخابراتها ووسيلة في يد هذه الأخيرة لهدم ما بقي قائما في الجزائر، ودفن اسم جبهة التحرير في الوحل! ليست جبهة التحرير هذه من ستدافع عن المجاهدين والشهداء من تصريحات ابنة الحركي هذه، فبعض من هم على رأس الجبهة اليوم أوسخ من الحركى وأخطر على البلاد من خيانة هؤلاء. فجبهة التحرير التي نادى أحد مؤسسيها، آيت أحمد، منذ سنوات بوضعها في المتحف، لم تعد صالحة حتى للمتحف. فمنذ أن تولاها خونة رهنوا مصير البلاد في يد باجولي صارت عارا على الثورة بعد أن صارت عنوانا للخيانة والفساد، والنفاق السياسي. فأيهما إذا أضر أكثر بأسماء المجاهدين والشهداء أكثر، سعداني عمار أم جنات بوغراب التي لم تفعل شيئا سوى السير على طريق والدها الحركي الذي اختار أن يكون فرنسيا، وهي اليوم تعاني صراع هوية ومصير غير آمن وسط يمين فرنسي عنصري؟ طبعا، عمار سعداني، الذي سلطه باجولي للقضاء على ما تبقى من هذه الجبهة وما تمثله للجزائريين. لم يعد مهما إذا مصير الأفالان في هذه الصراعات السياسية والتجاذبات، ومن سيفوز بها في المؤتمر المقبل. مجرد الحديث عن هذا الحزب صار فضيحة، بعد أن ركبه بعض الخونة وقدموا به خدمات جليلة إلى فرنسا. أليس الأفالان اليوم من تآمر على مصير البلاد؟ ليس بدعمه الخيارات السياسية فحسب، بل بسبب الفضائح التي تلاحق أمينه العام في فرنسا، والتي تسترت عليها العدالة الفرنسية بأمر من مخابراتها، لأنه المعول الذي بيد فرنسا لتهد به تاريخ الجزائر ومستقبلها؟!