لافروف: ”ملامح مواجهة بين السنّة والشيعة بدأت تظهر بوضوح” قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن ملامح مواجهة شاملة بين السنّة والشيعة في الشرق الأوسط باتت أكثر جلاء، داعيا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتجاوز الخلافات. وجاء في رسالة توجه بها لافروف إلى المشاركين في الدورة ال42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي: ”نرى أن التطورات في اليمن التي خرجت عن نطاق الصدامات بين الأطراف المتنازعة وتحولت إلى نزاع عسكري واسع النطاق، وكذلك ردود فعل دول المنطقة، تؤكد أن ملامح المواجهة الشاملة بين أتباع المذهبين السني والشيعي في الشرق الأوسط بدأت تظهر بوضوح”. وحذر لافروف في الرسالة التي نشرت وزارة الخارجية الروسية نصها أمس من أن إضفاء طابع طائفي على الخلافات الجيوسياسية سيؤدي إلى تصعيد حدة الأزمات وإطالة أمدها. وفي هذا السياق، دعا الوزير إلى بذل جهود مكثفة من أجل الحيلولة دون تعميق الخلافات بين السنّة والشيعة وإكسابها طابعا أكثر خطورة، وذلك بموازاة مواصلة الجهود الرامية إلى تسوية النزاعات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالوسائل السلمية. واعتبر لافروف أن كل هذه التطورات تصب في مصلحة المتطرفين والإرهابيين الذين تتسع دائرة طموحاتهم. وأردف قائلا: ”أنهم يقيمون تحالفات فيما بينهم ويسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي وينتحلون دور المتحكمين بمصائر البشر في العالم الإسلامي”. وتابع أن التنظيمات الإرهابية الناشطة في العراق وسوريا وعدد من الدول الإفريقية، ”ترتكب جرائم بشعة، بما في ذلك عمليات إبادة وملاحقة بحق معتنقي الديانات الأخرى، بمن فيهم المسيحيون”. وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أن تبادر منظمة التعاون الإسلامي التي أنشئت من أجل تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لاستعادة الثقة والتفاهم بين أتباع مختلف المذاهب الإسلامية، اعتمادا على المساعدة من الشخصيات الدينية البارزة والعلماء والقوى الاجتماعية. وأضاف: ”إننا مستعدون لدعم مثل هذه الجهود بشتى الوسائل، وذلك من أجل تعزيز علاقات الصداقة التقليدية والتعاون متعدد الجوانب بين روسيا والدول الإسلامية، ومن أجل ضمان السلام والاستقرار والرفاهية لشعوب بلداننا”. استئناف مفاوضات إيران والسداسية على مستوى الخبراء استؤنفت في فيينا، أمس الأربعاء، المفاوضات النووية بين إيران والسداسية على مستوى الخبراء. ويرأس عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، وفد بلاده في هذه المفاوضات، وتقوم هيلغا شميت مساعدة المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية بتنسيق عمل ”السداسية” على هذا المستوى. ويتعين على الأطراف المتفاوضة تجاوز عدد من الخلافات، قبل 30 جوان المقبل، خاصة فيما يتعلق بآلية رفع العقوبات المفروضة على إيران وكذلك آلية إعادة تطبيقها في حال عدم التزام طهران ببنود الاتفاق النهائي. ومن المتوقع أن تنضم ويندي شيرمان، المديرة السياسية عن الولاياتالمتحدة، إلى المفاوضات خلال الأسبوع الجاري. وكان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد أعلن في وقت سابق أن اجتماع المدراء السياسيين سيعقد الأسبوع المقبل. وقال ريابكوف إن العقوبات وما يسمى ”الجوانب العسكرية السابقة” لبرنامج إيران النووي تمثل القضايا الأكثر صعوبة لدى أطراف المفاوضات النووية. وفي سياق متصل، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أن الوكالة التي سيعهد إليها تطبيق اتفاق محتمل حول الملف النووي الإيراني، تأمل في أن تتمكن من دخول جميع المواقع بما فيها العسكرية في هذا البلد. وأوضح أمانو، الذي قام بزيارة إلى باريس يومي الثلاثاء والأربعاء، أن عمليات تفتيش المواقع المشبوهة ممكنة بموجب البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحد من الانتشار النووي التي تعهدت طهران بتطبيقها حول برنامجها النووي، في حال التوصل إلى اتفاق دولي قبل نهاية جوان. وما زالت مسألة عمليات التفتيش التي تستهدف التأكد من الطابع السلمي لهذا البرنامج ومراقبته، واحدة من النقاط الأكثر صعوبة في المفاوضات الجارية. واستبعد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي بشكل قاطع إمكانية قيام الوكالة بتفتيش المواقع العسكرية، فيما وصفها مسؤول عسكري إيراني بأنها ”طلب رسمي للقيام بعمليات تجسس”. الباييس الإسبانية: ”الإيرانيون يستعدون لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي” نشرت صحيفة الباييس الإسبانية تقريرا عن توقعات الإيرانيين بشأن التغييرات التي ستشهدها بلادهم في حال التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، في جوان المقبل، ورد فيه أن أغلب الإيرانيين وكذا الشركات يتوقعون انتعاشا اقتصاديا واجتماعيا في بلادهم بعد 36 عاما من العزلة الدولية، وهم يسعون منذ اللحظة للاستفادة من الانفتاح. وقالت الصحيفة: ”إن الكثير من العقبات مازالت تقف أمام التوصل لاتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الاإراني في 30 جوان المقبل، لكن الإيرانيين قد أبدوا فعلا استعدادا للموعد. ونقلت الصحيفة عن السفير الأسبق علي شيرازي، الذي لا يخفي تعاطفه مع حكومة روحاني قوله: ”إن الاتفاق النووي سيوضح المصير السياسي للبلاد، ولكن ليس الجميع متفائلين، لأن المفاوضات شابها العديد من العثرات، كما أن الولاياتالمتحدة تسعى لزيادة الضغط على إيران؛ لأنها هي بدورها تتعرض للضغوط من الجمهوريين واللوبي الإسرائيلي”. وبحسب الصحيفة، فإن إيران لا تعد فقط سوقا جذابة للشركات الأجنبية، وأنها تتوفر على عمالة ماهرة مفيدة للشركات التي تنوي الاستثمار في البلاد. ووفقا للأرقام الرسمية، يوجد اليوم في إيران 5،7 مليون من خريجي الجامعات عاطلين عن العمل، و4،5 مليون آخرين في طريقهم للتخرج. وذكرت الصحيفة أن معظم الإيرانيين يرجحون أن الاتفاق النهائي سيرى النور؛ لأن كافة الأطراف المشاركة فيه استثمرت الكثير من الجهد وقدمت العديد من التنازلات، ولا يمكنها الآن أن ترمي كل ذلك في البحر. كما أن النقاط الجوهرية قد تم الاتفاق بشأنها، وما تبقى من النقاشات يدور حول نقاط فرعية، بالإضافة إلى أن أغلب الخلافات سببها التفكير في المضاعفات السياسية لهذا الاتفاق.