اعتبرت إيران أن تهديدات نتنياهو بضرب المنشآت النووية الإيرانية ''شبيهة بصرخة رعب أكثر من الرغبة في اتخاذ خطوات معينة''. وقال نائب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في هذا الصدد إن ''مواقف إسرائيل ضعفت بسبب التغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط. وإنهم في إسرائيل يدركون جيدا النتائج السلبية لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران''. أوضح نائب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي أمس بالعاصمة الروسية موسكو، أن تصريحات بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل حول إيران، التي أطلقها بعد لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تشير إلى تخوف القيادة الإسرائيلية، وليس استعدادها لاتخاذ خطوات محددة ضد إيران. وعلق حسين أمير عبد اللهيان على الموقف الأمريكي من المسألة الإيرانية، بأن إيران ''لم تسمح في يوم ما لكي يتخذ الرئيس الأمريكي أوباما أي قرار بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي''، مشيرا إلى أن إيران تجري مفاوضات حول موعد ومكان اجتماع ''السداسية'' الدولية وإيران. من جانبه قال نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف أمس إن ''موسكو مهتمة جدا بالتوصل إلى اتفاق بين إيران و''السداسية'' لاستئناف المفاوضات''، وأضاف ''إذا تمت صياغة الاتفاق يمكن للمجتمع الدولي أن يرفع العقوبات على إيران، ومن ضمنها أحادية الجانب''، وقال إن ''الفكرة حسنة، ونحن سندرس طبعا، كيف سينظر إليها الشركاء في ''السداسية''. وكان بوتين قد طرح في مقاله المعنون ''روسيا والعالم المتغير'' فكرة سماح المجتمع الدولي لإيران بإجراء عمليات تخصيب اليورانيوم، على أن يكون البرنامج النووي الإيراني تحت سيطرة وضمان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث يمكن أن يكون هذا عاملا يسمح بالاتفاق على حلول وسطية تسمح بالتوصل إلى صفقة''. وعلى صعيد آخر، قال نتنياهو أمام أيباك (أكبر تجمع للوبي اليهودي في أمريكا)، ليلة أول أمس، إن ''إسرائيل انتظرت طويلا كي يحل المجتمع الدولي مشكلة الملف النووي الإيراني وليس بوسعها الانتظار أكثر من ذلك''، مؤكدا أن إيران النووية ''تمثل خطرا على بلاده وعلى السلم الدولي.. وأن إسرائيل مصممة على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، مع وضع كل الخيارات على الطاولة''، وأضاف ''القادة المسؤولون يجب أن لا يخاطروا بأمن بلادهم ومواطنيهم.. أتعهد أمامكم بأنني كرئيس وزراء إسرائيل لن أقامر أبدا بأمن إسرائيل''، مؤكدا أن تل أبيب ''لن تسمح أبدا لمن يسعون لتدميرها بامتلاك وسائل تحقيق هذا الهدف.. إيران المسلحة نوويا يجب أن يتم وقفها عند حدها''. وحسب الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس، فإن الخلافات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بشأن الملف النووي الإيراني لا تزال على حالها، في أعقاب لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس في البيت الأبيض. ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مسؤولين شاركوا في اللقاء قولهم إن نتنياهو أوضح لأوباما أن إسرائيل لم تتخذ حتى الآن قرارا بمهاجمة إيران، لكنه شدد على أن ثمة أهمية لأن تتمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية أمام أي تهديد، في إشارة إلى ضربة عسكرية استباقية ضد إيران قبل تمكنها من صنع قنبلة نووية.