وقعت وكالة المصلحة الجيولوجية بالجزائر والمصلحة الجيولوجية الأمريكية بعد ظهر أمس الأول بمقر وزارة الصناعة بالجزائر العاصمة على رسالة نية من اجل اتفاق تعاون سيما في مجال الجيولوجيا والجيوفيزياء وعلم المياه والاستشعار عن بعد وأنظمة الإعلام الجغرافي. وقد وقع بالأحرف الأولى على وثيقة التعاون كل من محمد الطاهر بوعروج رئيس اللجنة المديرة لوكالة المصلحة الجيولوجية بالجزائر عن الجانب الجزائري وعن الجانب الأمريكي ميكائيل فوس مدير قسم إفريقيا والشرق الأوسط للمصلحة الجيولوجية الأمريكية بحضور وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب. ويتعلق الأمر بالنسبة للجانبين بإنشاء خريطة جرد الموارد المنجمية للمناطق التي تتوفر على موارد منجمية كبيرة في الجزائر من اجل تحديد تلك القابلة لاستكشاف موارد ذات قيمة كبيرة عبر استعمال تقنيات جديدة. وتمت الإشارة خلال حفل التوقيع إلى أن هذا التعاون بين وكالة المصلحة الجيولوجية بالجزائر والمصلحة الجيولوجية الأمريكية يتضمن كذلك تكوين المستخدمين التقنيين للمصلحة الجيولوجية الجزائرية في مجالات الجيولوجيا وإعداد الخرائط ودراسة تشكيل الخامات المعدنية والجيوفيزياء والجيوكيمياء. وقد أكد وزير الصناعة والمناجم في تدخله بهذه المناسبة أن هذا الاتفاق في مجال ”هام و حساس ومصيري” يساعد على إعطاء صورة واضحة للذهاب بعيدا في سياسة الحكومة حيث يحتل قطاع المناجم مكانة ”خاصة”. وأضاف أنه من خلال هذا التعاون ستستعمل الجزائر لأول مرة وسائل تقنية للتمكن من التعرف على الثروات الموجودة في منطقة غير معروفة بشكل كاف سيما منطقة الجنوب الغربي مما يسمح بمعرفة أوسع للثروات في هذا المجال. كما أكد الوزير أن استغلال منجم غار جبيلات (تيندوف) الذي يحتوي على 2.5 مليار طن من الحديد سيشرع فيه خلال بضعة أشهر من أجل دعم أرضية صناعة الحديد والصلب في الجزائر. وأشار بوشوارب في هذا الخصوص إلى قطاع المناجم الذي حقق رقم أعمال يقدر ب22 مليار دج يبقى يسجل ”عجزا” و”دون مستوى إمكانياته” معربا عن التزام السلطات العمومية بتجنيد جميع الإمكانيات لمضاعفة رقم أعمال القطاع على المدى المتوسط. من جانبها أكدت سفيرة الولاياتالمتحدةبالجزائر، جوانا بولاشيك عن ارتياحها لإبرام هذه الشراكة مؤكدة أن الحكومة الأمريكية تدعم بقوة جهود الجزائر من اجل عصرنة وتطوير قطاعها المنجمي. كما أوضحت أن هذا الأخير يعد مجالا إضافيا وهاما للرفع من مستوى التعاون بين البلدين مضيفة أن الجزائر تتوفر على موارد منجمية ضخمة غير مستغلة. ودعت في هذا الخصوص المؤسسات الأمريكية إلى تطوير الشراكات ذات الربح المتبادل مع نظيراتها الجزائرية. وخلصت بولاشيك في الأخير إلى القول بان هذه الشراكة بين وكالة المصلحة الجيولوجية بالجزائر والمصلحة الجيولوجية الأمريكية ستكون بداية لسلسلة من المبادرات الاقتصادية بين البلدين.