تعيش أحزاب الموالاة حالة ارتباك غير مسبوقة، حيث كشفت تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الوطني حالة من الانسداد، فسرها سياسيون بسباق وتنافس على الولاء، فيما يقول البعض إنها تندرج في إطار مبادرات لكسر المعارضة. عرفت مؤخرا الساحة السياسية تصريحات ”مخيفة” أطلقتها أحزاب السلطة، بدأها الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة أحمد أويحيى، الذي اقترح تشكيل قطب سياسي لدعم الرئيس وبرنامجه، وهو الأمر الذي فسره ملاحظون بأنه خطوة باشرها أويحيى لرسم معالم المرحلة المقبلة، إلا أن سعداني كسر كل تلك التخمينات برفضه للمبادرة ورغبته في قيادة القاطرة. وفي هذا السياق قال القيادي في حركة مجتمع السلم، فاروق طيفور، في تصريح ل”الفجر”، إن أحزاب السلطة هي أحزاب مكلفة بمهمة ولكنها أثبتت أنها تعيش حالة من الارتباك في مرحلة جد خطيرة تعيشها البلاد، بعد أن اختلفت حول أهم شيء اجتمعت من أجله وهو الرئيس، مضيفا أن أحزاب السلطة أصبحت يوما بعد يوم ترسم انهيارات جديدة، غير أنه عبر عن تخوفه من تأثير الخلافات التي طفت على السطح بين أحزاب السلطة على استقرار الدولة، واصفا إياها ب”الأجهزة غير المسؤولة عما تعمل”. من جهته، قال القيادي بحركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، في اتصال مع ”الفجر”، أن تصريحات سعداني الأخيرة كشفت حالة الارتباك والقلق التي تعيشها أحزاب السلطة، التي أرادت كسر المعارضة من خلال الدعوة إلى قطب سياسي لدعم برنامج الرئيس، مبرزا أنها دليل واضح على أن ما يجمعهم ليس أمرا واحدا، بعد أن دخلوا في سباق لكسب عربون الولاء بكل الطرق. وتابع بأن التحديات التي رفعتها المعارضة عجلت بهذا المخاض للرد على المعارضة في شكل نشاط ونشاط مواز، متوقعا فشل القطب السياسي بسبب الخلافات التي طفت على السطح مؤخرا.