اتهم المرشح السابق للرئاسيات ومنسق قطب التغيير، علي بن فليس، النظام بتحريك “زبانيته السياسية”، في إشارة إلى أحزاب الموالاة، من أجل “دعم حرب الاستنزاف” ضد أحزاب المعارضة “الوطنية والنزيهة والشريفة”. واعتبر بن فليس هذه العملية بأنها دليل على أن “النظام السياسي القائم في بلادنا يعيش في هذه اللحظات حالة اضطراب وارتباك أكيدة، وحالة الاضطراب والارتباك هذه هي التي تقوده إلى التمادي في تنكر الواقع وفي الهروب إلى الأمام”. انتقد علي بن فليس الحملة التي تشنها أحزاب الموالاة ضد المعارضة التي أصبحت، حسب بن فليس “متهمة بكل الويلات التي ابتلي بها البلد، فهي متهمة بتوجيه البلاد نحو المغامرة، وهي متهمة أيضا بتهديد الاستقرار، وهي متهمة أخيرا بتسهيل التدخل الأجنبي في شأننا الوطني”، في إشارة إلى تصريحات سعداني وبن صالح خلال نهاية الأسبوع الفارط. وردا على هذه الاتهامات قال بن فليس في بيان تلقت “الخبر” نسخة منه، “إننا ننبذ بكل قوة كل هذه الاتهامات اللاغية والباطلة والتي لا طائل فيها”، مشيرا إلى أنها “محاولات من ابتكار وصنع نظام سياسي قد بلغ مداه، وأدت به هشاشة وضعه الراهن إلى الاعتقاد بأن خلاصه وديمومته يكمنان في تحميل الآخرين مسؤولية فشله وإخفاقاته”. كما اعتبر هذه المحاولات للنظام بأنها “لا تغالط ولا تضلل أحدا، وخاصة الشعب الجزائري الملم إلماما كاملا بمخاطر الانسداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أوصل هذا النظام البلد إليه”. ويرى بن فليس بأن “المغامرة ليست في نشاط المعارضة وإنما في الموقف العنيد والمتصلب واللامعقول لنظام سياسي يريد الحكم على بلد بأكمله بالركود والجمود لا لمصلحة سوى مصلحة فئوية وشبكات ريعية”، مؤكدا في هذا السياق أن “المخاطر المحدقة بالبلد ليست في المبادرات المشروعة للمعارضة الوطنية التي تضطلع بواجبها الوطني الحق، فالمرد الأكيد لهذه المخاطر هو شغور السلطة وتعطل المؤسسات وافتقادها للشرعية والتمثيلية”. كما اتهم بن فليس السلطة بأنها من يستقوي بالأجنبي “فما يلاحظ بخصوصه، هو أن نظامنا السياسي يبحث عنه ويلهث وراءه لما يرى فيه نفعا له وتلاطفا معه ولا يندد به أو يستاء منه إلا في حالات الإشارة إلى تناقضاته والهروب من التزاماته”. ومن هذا المنطلق، أشار منسق قطب التغيير إلى أن “المساومة بالاستقرار والتدخل الأجنبي ليس في حقيقة الأمر سوى حجة باطلة أفقدها الإفراط في التلاعب بها كل مصداقيتها”، معتبرا بأن “مزاعم النظام السياسي القائم بأنه الحامي الوحيد والضامن الأوحد للاستقرار لا تهدف سوى إلى إحلال شرعية أمنية محل الشرعية الشعبية المفقودة”. وموازاة مع إعلانه عن تمسكه بمطالب المعارضة، قال بن فليس “فلا التهم الباطلة أو التهديدات الصريحة يمكنها اليوم النيل من عزيمة المعارضة الوطنية على أداء واجبها الوطني على النحو الذي تمليه عليها مقتضيات الوضع الحرج والدقيق الذي تعيشه الأمة قاطبة”.