احتضن حزب طلائع الحريات قيد الاعتماد لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، العديد من قيادات وشخصيات حزب جبهة التحرير الوطني، ممن غادروا الأفالان عبر مراحل، ابتداء من سنة 2004 خلال الحركة التصحيحية ضد علي بن فليس، مرورا بالاضطرابات التي هزت الحزب خلال ولاية بلخادم ووصولا إلى المؤتمر العاشر الذي سجل عزوف العديد من الإطارات عن حضور أشغاله، والتحاقهم بطلائع الحريات كمولود سياسي جديد يعبر عن مطامحهم السياسية. حسب ما أكدته مصادر مطلعة من حزب جبهة التحرير الوطني، في تصريحات ل”الفجر”، فإن حزب بن فليس أصبح الإطار السياسي الملائم للعديد من الشخصيات السياسية التي وجدت نفسها خارج الحلقة. وعلى الرغم من أن أكبر فوج للملتحقين بمشروع علي بن فليس، كان خلال عقد المؤتمر التأسيسي لحزب طلائع الحريات، يومي 13 و14 جوان الجاري، غير أن مسار انضمام الأفالانيين انطلق منذ سنة 2004، أي خلال ترشح بن فليس للرئاسيات باسم الأفالان، أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي فاز بالعهدة الثانية، الأمر الذي أدى إلى استقالة العديد من الإطارات ومن أعضاء اللجنة المركزية المقربين من بن فليس، الذين بقوا خارج هياكل الحزب منزوين في ولاياتهم، مقابل بقاء قيادات متمرسة داخل الجهاز متحدية خصوصية المرحلة، مثلما هو الحال مع عبد الرحمان بلعياط، عضو المكتب السياسي الذي بقي بعد رحيل بن فليس، واستمر لسنوات خلال ولاية بلخادم. ويتواجد ضمن هذه المجموعة مناضلو ولاية بجاية ومنطقة الأوراس على وجه التحديد، وقد تحصلوا حاليا على العضوية في اللجنة المركزية لحزب علي بن فليس. أما المجموعة الثانية التي التحقت بحزب طلائع الحريات طور الاعتماد، فهي تلك التي ناضلت لإسقاط بلخادم، وكانت ضمن الفريق الأول الذي تأسس لتغيير الأمور في البيت العتيد، ومن بين هؤلاء محامون ورفاق بن فليس في المهنة، وأعضاء اللجنة المركزية من العاصميين، ممن رافقوا بن فليس خلال حملته الانتخابية لرئاسيات 2014، ومنهم صليحة لارجان، عبد القادر زيدوك، عباس ميخاليف وغيرهم من المناضلين. أما الفريق الثالث الذي التحق بالحزب، فهم ممن أسقطهم المؤتمر العاشر للأفالان ولم يتمكنوا من التموقع في هياكل لجان تحضير المؤتمر، ولم يزكوا حتى للنيابة بالمؤتمر من أجل التموقع لاحقا، فاختاروا المقاطعة بعدما فقدوا السيطرة على الوضع نهائيا. وهذه المجموعة لم تتمكن من التموقع داخل حزب بن فليس أيضا، لأنها كانت ولا تزال تبحث عن مخرج قانوني للدعوى التي رفعتها ضد قيادة الأفالان الحالية، ومنهم أعضاء من اللجنة المركزية وشباب، لكن القيادات الرئيسية لم تلتحق بحزب طلائع الحريات بعد، رغم أنها كانت من المقربين من علي بن فليس خلال رئاسته للحزب، ومنهم عبد الرحمان بلعياط. وتعتبر الأسماء الأفالانية التي التحقت بحزب بن فليس على غرار صليحة لارجان وعبد القادر زيدوك وعباس ميخاليف، من المناضلين الأوائل في الحزب وممن رافقوا بن فليس في الحزب العتيد أيام ولايته، وخلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2004. ومن بين الوجوه الأخرى التي من المرشح أن تلتحق ببن فليس بعض النواب والبرلمانيين الذين فقدوا مناصبهم في عضوية اللجنة المركزية الأخيرة، ولم يتبق لديهم سوى العهدة الانتخابية سواء في البرلمان أو بالمجالس المنتخبة، ليعودوا إلى نقطة الصفر، بمعنى لا يملكون سوى بطاقة انخراط في قسمة فقط. وقالت مصادر ”الفجر” إن علي بن فليس جند إطارات طلائع الحريات لاستقبال هؤلاء المناضلين، خاصة وأنهم متمرسون وبإمكانهم إعطاء دفع للحزب، كما أنه يراهن عليهم من أجل التموقع خلال الانتخابات التشريعية القادمة.